الرئيسية -أخبار -تقارير -تحقيقات -مقالات -حوارات -المحررين -إرشيف -سجل الزوار -راسلنا -بحث متقدم
التاريخ : السبت 23 نوفمبر-تشرين الثاني 2024آخر تحديث : 03:09 مساءً
وفاة شقيق نجم رياضي يمني شهير غرقا في البحر .... انضمام تحالفات جدبدة للمخيم السلمي بابين .... وفاة وإصابة 15 شخصا من أسرة واحدة بحادث مروع بذمار .... افتتاح المرحلة الثالثة لتوسعة مركز الاختبارات الإلكتروني بجامعة صنعاء بتمويل يمن موبايل .... الضريب يتلف محاصيل المزارعين بذمار .... مقتل شاب علي يد ابية طعنا بالسكين في يافع .... وفاة شاب يمني عطشا وهو في طريقه الى السعودية .... 1500ريال سعر الكيلو الموز بعدن .... رجل بقتل شقيقه في الضالع .... اقدام امرأة على الانتحار بلحج تعرف على السبب ....
كاتب/فتحي أبو النصر
طباعة المقال طباعة المقال
RSS Feed مقالات
RSS Feed كاتب/فتحي أبو النصر
RSS Feed ما هي خدمة RSS 
كاتب/فتحي أبو النصر
شعب عالق بين الحروب
قضية القضايا..!!
مبادرة الاشتراكي بين أطراف التأزيم والاستنفار
سنظل نتطلّع إلى اليمن الذي حلمنا به
ما تبقى من أمل لاستعادة وبناء دولة!
إنقاذ اليمن من شرّ أعدائها في الداخل والخارج..!
عصبويون لا يعترفون بالخطأ
اتفاق تاريخي حقيقي مُلزم للجميع
ما العمل؟!
السلام كلمة بلا معنى في اليمن

بحث

  
سيرة الخراب والحيرة والرحيل
بقلم/ كاتب/فتحي أبو النصر
نشر منذ: 10 سنوات و 4 أشهر و 6 أيام
الخميس 17 يوليو-تموز 2014 03:16 م


صادفت نازحين من حرب عمران أمس، وشعرت بالخجل من ثبات نظراتهم الطيبة والشهمة المكتظة بالفقدان والذعر، «أقول هذا قياساً بالأمان النسبي الذي نعيشه في صنعاء مقارنة بعمران طبعاً ، مع أن العنف في اليمن صار مجانياً وعبثياً وفوضوياً ومفاجئاً في كل الجهات كما ندرك». 
المهم : كنت أنهيت شربي لشايي المفضل في بوفيه بالدائري، شارداً وشبه مكتئب، حين أشر لي ثلاثة أشخاص من على متن سيارة صالون، ليستسمحونني قليلاً من الوقت من أجل إيضاح أماكن عديد عناوين يحتاجونها في العاصمة بسبب مرحلتهم الجديدة كغرباء ومشردين . 
 سريعاً ما اكتشفت أن هؤلاء ضمن قافلة من 18 شخصاً غالبيتهم أطفال تقلهم 6 سيارات تقف تباعاً خلف سيارتهم، و بمجرد حديثي مع السائق والراكبين بجانبه ومصافحتهم لي بعد ترجلهم وتشعب الحديث، خرج من كانوا داخل بقية السيارات ليصافحونني واحداً واحدا ً« حتى الأطفال»، ثم تفرقوا في المحيط القريب، إما للراحة من السفر أو التدخين أو للتبول في مسجد مجاور، أو للتبضع من دكانة قريبة، أو لتغيير أوعية طفل تقيأ عليها، أو لطلب ساندويتشات وشاي من ذات البوفيه « هكذا لكأنما من خلال ودي وتقديري لمعاناتهم والاسترخاء في خدمتهم فقط تخلصوا بجدارة من قلق رهيب وملغز -هكذا أحسست حينها -كان يثبطهم عن الخروج الطبيعي من السيارات والتحرر ما أمكن لقضاء عديد حاجات إنسانية ماسة وملحّة.. قبل أن أفهم وبعمق أنها سلوكيات عصابية طبيعية جراء ما تخلفه الحروب في نازحين يدخلون مدينة كبيرة لا يعرفونها ، فيما يبدو معلوماً ما تحدثه الحروب من صدمات وانفعالات غير طبيعية في ضحاياها... إلخ »، وإذ مكث أصدقائي الثلاثة لمواصلة استفساري ونقاشاتنا، كنت لمحت بجلاء داخل السيارات إياها كومة نساء وأطفال ومستلزمات منزلية نقلوها معهم كنازحين، في حين لا يقدر العالم كله بالتأكيد تعويض ما خلفوه بعدهم من ذكريات جمة شكلت أثراً عالياً في وجدانهم، ولقد كان« سنان وجابر وعبد السلام» أكثر من في القافلة نباهة ووعياً ، فيما علمت لاحقاً - كما خمنت- أنهم أكثر من في القافلة على علاقة جزئية ومحدودة بصنعاء وأجواء المدينة مقارنة والآخرين الذين يدخلونها أول مرة بحيث لمست فيهم ارتباك القرويين الأليفين ووحشتهم المتحفظة. 
« يعني .. زنجبيل بغباره كما يقول المثل»، والحاصل أنني خلال دقائق خمس على الأرجح سمعت من « سنان وجابر وعبد السلام» رؤى عميقة عما حدث في عمران، بحيث كان كلامهم مؤثراً وحميماً وتلقائياً تغمره حرارة الصدقية والأسى والخوف من المستقبل، كما أنني في غضون المشهد كنت أشعر بتفاهة الصحفي لو قمت بتصويرهم مثلاً، ذلك أنهم من النوع العزيز المكابر كما تجسدوا لي بوضوح من سيماء وجوههم ومن جوهر قلوبهم على الرغم من كل الأهوال والانكسارات والظروف الصعبة التي طالتهم بسبب جنون الحرب وهوس مريديها. 
بصريح القول: كان ينبغي لحدسي أن يقودني إلى ضرورة عدم إخراج كاميرتي من حقيبة الكتف خشية من أنها قد تجرح قلوبهم المجروحة بما يكفي أصلاً. 
 والثابت أنني وجدتني أكبرهم جداً على مسلك الاعتداد الشخصي كمتماسكين من الداخل في ظل الخراب الذي أثخن أحلامهم الشخصية بصفتهم مواطنين كانوا يأملون من الدولة أن تكون فوق كل الأطراف ومرجعية عليا للجميع، لا كوسيطة بين طرفين كما ظهرت، ما يعني أن طرف الغالبية العظمى من الشعب له الله فقط «هكذا قال جابر معبراً عن ثقته بالله الذي لا يخذل وموضحاً» خرجنا بأطمارنا وتركنا جربنا وبيوتنا للدانات»، وكذلك أكبرتهم أكثر على نبالة الوطنية غير المشوهة وحس الإنسان الرفيع في وعيهم النقي الذي تعرض لانهيارات مكثفة ما ظهر لي بوضوح عبر أجوبتهم على أسئلة سريعة لي بخصوص الغاز الحرب وتداعياتها . 
والأرجح أنني لن أنسى ما حييت عبد السلام وهو يختم حديثه بالقول: «مية إبرة ما تقع شريم يا أخي» ولا قولة سنان وهو يشكرني. 
« والله ما في جهنم عمران كوز بارد» كمقولتين نابعتين من صميم الثقافة الشعبية ذات المدلولات الغنية في توصيف أوجه المعاناة وسيرة الخراب والحيرة والرحيل. 
استطراداً : سأتذكر على الدوام كيف كان هؤلاء العابرون المتلفون لطفاء ومهذبين أكثر من اللازم، أنا الذي لم يكن في شعوري عقب مغادرتهم إلى خوض غمارات القدر المجهول سوى السخط على كل شيء في هذه البلاد، على كل شيء بدون استثناء، من المؤسسات الرسمية والمدنية حين تتقاعس عن فرض إرادتها الأخلاقية والوطنية لفض نزاعات العنف والحروب كما ينبغي«ما بالكم بعدم وضعها تدابير حمائية وضامنة ولائقة من أجل عدم انتهاك حقوق الإنسان، وحتى لا تكون النتيجة الأسوأ عدم صون نازحي الصراعات المدمرة وعدم جبر ضرر البسطاء... إلخ»، مروراً بكل من يؤججون طيش الحروب ورهاناتها الخاسرة ، وبالذات أولئك الذين لا يعملون من أجل تعزيز السلام واحترام الإنسان للأسف، إضافة إلى كل من يهتكون الضمير الوطني بتكريس مهانات وإذلالات الحروب للمجتمع وللدولة .. بتوصيف آخر وأكثر دقة كان شعوري مندلعاً بالسخط على كل الأشرار والأوغاد في هذه البلد الذين ينكشفون كما لو أنه لا ينقصهم- بحسب جملة من الوقائع والمواقف - إلا الابتهاج علانية وبكل وقاحة وعجرفة وانحطاط بآلام وأحزان وفواجع الضحايا على اعتبارها إنجازات متميزة ومتفوقة جراء سعادة انغماسهم في السلاح ومعطيات لغة السلاح ومآسيها الرهيبة على الأفراد والدولة والأنسجة الاجتماعية .  
fathi_nasr@hotmail.com 

تعليقات:
الإخوة / متصفحي موقع ردفان برس نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات
مقالات
صحافي/احمد غراب
الشكوى لغير الله مذلة ...!‏
صحافي/احمد غراب
كاتب/فتحي أبو النصر
باتجاه مستقبل يخلو من موبقات الماضي
كاتب/فتحي أبو النصر
كاتب/عبدالله سلطان
الحرب حتى النصر
كاتب/عبدالله سلطان
كاتب/علي عمر الصيعري
نفحات شعرية من حضرموت الحلقة «20»
كاتب/علي عمر الصيعري
دكتور/د.عمر عبد العزيز
مأثرة موريتانية
دكتور/د.عمر عبد العزيز
كاتبة/نادية عبدالعزيز السقاف
مأساة النزوح الإنسانية وعواقبها في المستقبل
كاتبة/نادية عبدالعزيز السقاف
الـــمـــزيـــــد

جميع الحقوق محفوظة © 2009-2024 ردفان برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية
انشاء الصفحة: 0.065 ثانية