اظهرت الحملة الخاصة بنقل الباعة والمفرشين وأسواق القات بتعز إلى أسواق جديدة ، أظهرت مدى العشوائية التي كانت تطغى على شوارع المدينة وحاراتها وأبعدت عنها سمة الحضارية ، هذه الحملة التي لاقت ارتياحاً شعبياً واسعاً من مختلف شرائح أبناء المحافظة..
ومن خلال هذه السطور سنحاول تقديم صورة واضحة عن تعز كيف أصبحت وكذا إيجابيات الحملة وسلبياتها.
* الشوارع تتنفس الصعداء
كان شارع 26سبتمبر وشارع وجمال في السابق تعجان بالمفرشين والباعة وكذلك أسواق القات وماينتج عنها من ازدحام وضوضاء ناهيك عن صعوبة السير سواء للمشاة أو المركبات وأضحت هذه الشوارع الآن واسعة أعادت لها الابتسامة التي غادرتها منذ زمن بعيد، فشارع جمال لم يكن بمقدور أي شخص اجتيازه بسهولة نتيجة الباعة المفرشين وكذلك سوق القات أما الآن فقد تغيرت الصورة.
*مكاردة مولعي
من طرائف حملة نقل أسواق القات هي عملية تخفي المقاوتة الذين يختبئون في الأزقة من أجل الظفر بأي زبون، فقد قال لي أحد هؤلاء بأنه «فتح منديل القات للزبون جوار أحد أركان مدرسة نعمة رسام وخوفاً من الأمن قاما سويا بالجري نحو الركن الثاني للمدرسة حتى تمكن الزبون من الاقتناع بالقات ولم يتمكن المقوت من استلام قيمة قاته إلا عند الركن الثالث للمدرسة» هذا بعد أن كانت الأزقة مليئة بالمقاوتة.
* العائلات وسائقو الحافلات أكثر فرحا
أجمع سائقو الحافلات على أن نقل أسواق القات إلى خارج المدينة كان قرارا إيجابيا لهم وزاد من حصيلتهم اليومية نتيجة بعد الأسواق عن المدينة، منوهين إلى أن « الكل مستفيد من الحملة حتى المقاوتة، فالزبائن يصلون إليهم من كل مكان إضافة إلى أن خطوط المواصلات والفرزات أصبحت الآن كلها تعمل بكثرة بعد أن كان يقتصر الوقت على الظهيرة فقط، أما سكان العمارات وخاصة العائلات المجاورين لأسواق القات السابقة وشكلت عليهم عبئاً في الخروج والتواصل وكذلك الخروج حتى من البلكونات، وإنه لابد أن تتواصل هذه الحملة خاصة أن هناك من يقوم ببيع القات في الليل في نفس تلك الأسواق».
* معك رأس كلب
ولأن الحملة لم تستثن أحدا فقد حاول بعض المقاوتة من المراوغة عن طريق العمل وسط دكاكين تفتح جزء من أبوابها بل وأضحى المولعي يتهامس بصمت مع المقوت قائلاً (معك رأس كلب) كناية عن القات الذي سيغدو يوما ربما نوعا من المخدرات في تعز، أضف إلى ذلك إلى أن «عملية التخفي في بيع القات ازدادت خوفا من الملاحقة الأمنية».
*المقاوته الصغار خدمتهم الحملة
في السابق يفيد المقاوته الصغار إن كان من الصعب عليهم إيجاد مكان في الأسواق الملغاة، بل وأنهم كانوا يواجهون بالمطاردة أو الضرب إذا قاموا ببيع قاتهم بأسعار مقبولة، أضف إلى ذلك أن الأتاوات التي كانت تؤخذ منهم تسببت في رحيل أغلبهم، لكن الآن بإمكان الواحد أن يفترش في أي سوق ويبيع كيفما شاء دون ضغوطات أو مصاعب.
* الأسواق الجديدة مزدحمة
على الرغم من أن الحملة الحاصلة بأسواق القات عملت على تخفيف الزحام من وسط المدينة، إلا أنها لم تراع ذلك في الأسواق الجديدة وخاصة في سوق عصيفرة الذي نشاهد أمواجا من البشر يتزاحمون وقت الظهيرة من أجل الشراء بسرعة وعلى الرغم من التواجد الكثيف لرجال المرور إلا إنه لابد من فتح منافذ جديدة أو تقسيم السوق إلى عدة أسواق أخرى لتخفيف ذلك الزحام، أما في سوق بئر باشا، فإن الاكتظاظ وعدم الترتيب إضافة إلى عدم تجهيز الأسواق البديلة تسبب في إيجاد زحام آخر ويكتظ المقاوتة بكثرة والأمر الذي يضر بالجميع ويطالبون هنا بإيجاد حلول سريعة لهذه الازدحامات الناتجة عن عدم خلل في التخطيط.
*ملاحظات أخرى
صحيح أن المتضررين من هذه الحملة هم قلة من الأشخاص ذي المصالح الخاصة، لكن المصلحة العامة اقتضت أن تكون الحملة والتي يجب أن تعمل بقاعدة المساواة في الظلم عدالة، فالمقاوته يطالبون بإغلاق الحملات، والدكاكين التي تبيع في الشوارع، وكذلك عدم السماح لمن يبيعون جوار الأسواق المغلقة، لأن ذلك يحسب قول المقاوته ليشعرهم بأن هناك مجاملة وهو مانطرحه على المسؤولين على الحملة المتابعة والتأكد من ذلك واتخاذ الإجراءات المناسب