لا يخرج المطبخ الاعلامي لنظام الاحتلال اليمني عن سياق التاريخ عندما يمارس حضوره من خلال اثارة الخلافات والانقسامات في صفوف الشعب الثائر لنيل الحرية والاستقلال في الجنوب العربي , فالأصوات الصادرة عن بعض المكونات المجهرية المفرخة من جعبة صنعاء والمنادية بمشاريع صغيرة مثل ( عدن للعدنيين أو حضرموت للحضرميين ) والرافضة لاستقلال الجنوب العربي تشبه إلى حد كبير أصوات المدافع الرشاشة التي تقتل الثوار كل يوم .. لا فرق .. فأسلحة المحتل متنوعة وكثيرة وهي صورة من صور التشتيت وخلط الأوراق التي يمارسها المحتل ليسود ..
يضيق بعض الجنوبيين صدراً كلما ازدادت الأصوات الصادرة عن هذه المكونات التي تحظى برعاية فائقة من فضائيات الاعلامي اليمني التي لم تعد تجد لها شغل غير ابراز وتظخيم حجم هذه الاصوات التي لا وجود لها على أرض الواقع لتثبت لشعبها المسكين الذي لا تتعداه دائرة تأثير فضائياتهم ان الجنوبيين منقسمين وغير مؤهلين لتقرير مصيرهم .
في الحقيقة ان تلك النشاطات المشبوهة هي مؤشر هام جدا يعطي للإنسان الجنوبي التواق لاستعادة وطنه ان ساعة الإنعتاق والاستقلال قد أوشكت , فخدعة إشعال المشاريع الصغيرة في أي أرض محتلة هي من قبيل الأساليب التقليدية بل تكاد تكون سنه من سنن قوى الاحتلال في أي زمان ومكان وقد خبرتها جميع الشعوب التي خضعت للاحتلال ولم تعد ذات جدوى في الأوساط السياسية حول العالم , وكلما أوغل المحتل في إظهار مشاريع مناهضة لوحدة نداء الاستقلال الجنوبي من خلال إعلامه الرسمي أو غير الرسمي او من خلال شبكات التواصل الاجتماعي فلا شك انه يمارس ذلك كنتيجة طبيعية لشعوره بالاختناق ..
ان شعب الجنوب العربي في محافظاته الست المهرة وحضرموت وشبوه وابين ولحج وعدن أصبح ذا وعي وإدراك تجاوز في مضامينه تكتيكات المحتل اليمني المتخلفة وهو مصمم على استعادة وطنه على حدود عام 1990م ونيل حريته واستقلاله وإخراج المحتل من أرضه بالدرجة الأولى ثم معالجة قضاياه الداخلية بما يضمن للجميع نيل حقوقهم من خلال نظام حكم فيدرالي برلماني واحترام لخصوصية المحافظات ذات الخصوصية وقد أجمعت القوى الجنوبية والحضرمية بتنوعها على هذا في "وثيقة الرياض" الموقعة في 18 ديسمبر 2012م وسلمت نسخة منها للأمين العام لمجلس التعاون الخليجي وهي بهذا السبق المسئول والواعي تقطع الطريق على المحتل المستثمر قضايانا الداخلية لمشاريعه واطماعة ..
أيها العالم المتحضر .. إننا أمام قضية وطنية عادلة واستحقاق سياسي دولي يستحق الوفاء وجدير بالدعم من جميع شعوب العالم لنصرة شعبنا في الجنوب العربي من أجل نيل حقه القانوني في تقرير المصير أسوة بالشعوب الأخرى التي سبقتنا على هذا الطريق مستفيدة من قرار هيئة الأمم المتحدة رقم 2625 الصادر في 24/11/1970 والذي نص على أن حق الشعوب في تقرير مصيرها هو مبدأ من مبادئ القانون الدولي .
-