|
|
|
|
|
روسيا في المشهدين الجورجي والأوكراني
بقلم/ دكتور/د.عمر عبد العزيز
نشر منذ: 10 سنوات و 9 أشهر و 6 أيام الخميس 06 مارس - آذار 2014 08:24 ص
حرب روسيا المعلنة ضد جورجيا والتي أفضت إلى استقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية تومئ ضمناً إلى الاحتمالات الناجمة عن تدخل روسي سافر في أوكرانيا، والتشابه في الموضوعين قائم إلى حد كبير.. بل إن كفة أوكرانيا ترجح لأسباب كثيرة أبرزها أن أوكرانيا أكثر التصاقاً وتداخلاً مع المنظومة الروسية السلافية منذ تاريخ بعيد، فقد سقطت تلك المنطقة بأيدي القياصرة الروس إثر انهيار الخلافة العثمانية، ومن بقي هناك من التتار المسلمين الأتراك تم ترحيلهم بالجملة على عهد الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين، حتى تحولوا إلى أقلية قليلة في شبه جزيرة القرم التي يتساكن فيها قوميتا الروس والتتار، بالإضافة إلى أقليات تنتمي لفئات أخرى من المجتمع الأوكراني وفي مقدمتهم الأوكرانيون الأقحاح.. كما أن منطقة القرم سلمت كهبة من قبل العهد السوفيتي على أيام خروتشوف، لتصبح ضمن أوكرانيا السوفيتية في ذلك الوقت من خمسينيات القرن العشرين المنصرم، لكن الوضع التذويبي الشامل لمنطقة القرم الاستراتيجية الحساسة سرعان ما تغير مع الانحلال الحر للاتحاد السوفيتي، فقد حرصت روسيا ما بعد البرسترويكا، وبالترافق مع الذاكرة السياسية والتاريخية الروسية العتيدة.. حرصت على تربيط المسألة الاوكرانية في بُعدين قانونيين لا فكاك منهما: يتعلق البُعد الأول بانخراط أوكرانيا غير المشروط في اتحاد الجمهوريات المستقلة، والذي يبدو استدعاءً نمطياً للمنظومة السوفيتية السابقة، كما يستمر قوة دفعها الكبير من خلال رؤية بوتين القاضية باتحاد أوراسيا، كرد فعل وبديل شامل للاتحاد الأوروبي. تلك واحدة.. أما الثانية وهي الأهم، فقد حرصت روسيا على أن يكون لمنطقة القرم وضع خاص من خلال اعتبار جمهورية القرم الأوكرانية ذات حكم ذاتي، ويتضمن هذا الأمر إمكانية إجراء استفتاء تقرير المصير لسكان القرم، وهم في الغالب الأعم من القومية الروسية، أو الناطقون حصراً باللغة الروسية، حيث يُشكل المواطنون الأوكرانيون ذوو المنشأ الروسي ما نسبته ثمانين في المائة من سكان جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي، ويليهم في التسلسل العددي التتاريون المسلمون.
|
|
|
|
|
|
|
|