|
|
|
|
|
الخطأ الإستراتيجي للحراك
بقلم/ عبدالله بن عامر
نشر منذ: 14 سنة و 9 أشهر و 5 أيام السبت 06 مارس - آذار 2010 06:23 م
هل العداء مع السلطة مبرر لقتل الحُلم الوحدوي وهل الخلاف مع النظام مسوغ عقلاني للتنكر للهوية الوطنية وهل تحول الحراك من سلمي قانوني الى حراك عنف ينتقم من كل ما هو شمالي طريقاً سيوصله الى تحقيق مطالبه .. أم أن ذلك سيجعلنا على عتبات حرب لا تبقى ولا تذر خاصةً بعد الخجل الذي يشعر به اليوم أنصار الحراك من أبناء المناطق الشمالية الذي ناصروه بالأمس قبل تبنيه الإنفصال فأتجهو الى مشاريع أكثر خطورة على المشروع الوحدوي تحت مسميات مختلفة كلها تلتف عباءة الوحدة والدفاع عنها .
لماذا لم يستمر الحراك سلمياً وتحت سقف الوحدة وهل فك الإرتباط حلاً لأزمات الوطن أم بداية لدوامة صراع قد تعجل بصوملة أو عرقنة لليمن ..
تنتفض المحافظات الجنوبية يوماً بعد آخر في مسلسل دراماتيكي يتجة نحو الأسواء , فها هو الحراك السلمي الذي بدأ بمطالب حقوقية إستجابت السلطة للجزء الاكبر منها الى حراك عنف ينظر الى كل ما هو شمالي كأنة عدواً لتتبنى الكثير من فصائلة " المطالبة بفك الإرتباط والإنفصال " وتعود أعلام التشطير الى الظهور بعد عقدين على تحقيق وحدة الوطن ..
الوسيلة السلمية الديمقراطية هي أنجع الوسائل التي تعمل على إحراج السلطة في الإستجابة السريعة لمطالب الشعب لأن الوسيلة البديلة مكلفة جداً ونتائجها مرعبة على الجميع ولعل دخول بعض القوى وبعض الشخصيات التي فقدت مصالحها مع النظام وإنضمامها الى الحراك جعل الحراك البرئ في بداياتة يتجة منحى آخر بعيداً عن ما رُسم له في البداية , فكلنا لا نشكك بوحدوية أبناء المحافظات الجنوبية وليست موضع شك فقد كانوا أكثر وحدويةً منا نحن في الشمال ولا يختلف في ذلك إثنان .
الحراك .. إتجه كما تحبذ السلطة الى طريق معها يصعب العودة للوراء بل يجعل من نفسه عدواً ليس للسلطة فحسب بل للشعب بأكمله حين قرر توسيع إحتجاجاته وتبنى الإنفصال عن الوطن والعودة الى ما قبل الوحدة وترجم ذلك فعلاً بالإعتداء على كل ما هو شمالي وإن كان المواطن الشمالي لا يمت للنظام بأي صلة وهذا النظام الفاسد هو خليط من جميع محافظات الجمهورية بما فيها المحافظات الجنوبية وبذلك تحول الحراكيون إلى أعداء ليس للنظام فحسب بل للوطن من خلال التنكر للهوية الوطنية وبث النزعات الإنفصالية بين أبناء الشعب الواحد لتقود السلطة خطاباً تحريضياً معاكساً قد يؤدي بنا الى ما لا يُحمد عقباة .
و بعيداً عن الخطاب التحريضي الذي تتبناه السلطة وتقودنا به الى صراع دموي مع إخواننا في المحافظات الجنوبية تماماً كما هي جولات الصراع السابقة التي نحارب فيها ونحن لا نعلم لماذا ومن نحارب ؟؟
فبين الحين والآخر نسمع عن تشكيل لجان وهيئات للدفاع عن الوحدة والتي تحصل على الدعم والرعاية الكريمة من السلطة وكأننا على أعتاب مواجهه حتمية مع إخواننا في المحافظات الجنوبية ممثلين بالحراك بمختلف تنظيماته الذين أرتكبوا خطأ قاتلاً حين تبنوا المطالبة بالإنفصال وفك الإرتباط وحملوا الإعلام التشطيرية ليعطوا الذريعة للسلطة في قمعهم بأسم القانون ولا أدري هل يدرك قادة الحراك حماقة ما أرتكبوه حين قرروا ذلك وكأنهم في مواجهه ليس مع السلطة التي نكتوي بنارها جميعاً في الشمال والجنوب بل في مواجهة إخوانهم في شمال الوطن فبدلاً من كسب ودنا وإستعطافنا عبر خطاب وحدوي يضع النقاط على الحروف ويشخص المشكلة الوطنية ويعطي العلاج المناسب لها حدث عكس ذلك تماماً .. تأزيم للموقف وتوسيع جبهاته ولعل تلك الحماقة التي أرتكبتها قيادات الحراك جعلت الأصوات المؤدية لها في شمال الوطن في موضع حرج كبير لتتجة الى مربع السلطة وتستهجن الخطاب الإنفصالي فمن كان مناصراً للحراك بالأمس ها هو اليوم يشعر بالخجل ويتبرئ الى الله من أن يكون مناصراً لفك الإرتباط .
جميعاً نكتوي بنار السلطة , وجميعنا ضاق الأمرين بفعل سياسات الظلم والتهميش والإقصاء , ما تعانوه من فساد ونهب أراضي وبطالة .. نعانية نحن في شمال الوطن .. لقد عدل النظام في ظلمه فلم يُعد يفرق بين هذا وذاك ولم تدع السلطة أي محافظة إلا وأنتشر فيها دائها وعاث فيها مسئوليها فساداً .. فلماذا فك الإرتباط ولماذا الجنوب العربي وهي اليمن الواحد الذي شاءت الأقدار أن يكون واحداً .. فمهما أرتكبت السلطة بحق الوطن من حماقات إلا أن ذلك ليس مبرراً لأي شخص أن يدعي غير يمنيته التاريخية ويبحث عن هوية لا وجود لها إلا في أذهان من يتبنونها .
تظل المشاريع الصغيرة هي العنوان الأكبر هُنا وحتى المشاريع التي تبدأ على مساحة اليمن لا تستمر حتى تضيق لتتحجم وتصغر تماماً كما هو المشروع الحوثي وأخيراً مشروع الحراك الإنفصالي ..
لنتجة جميعاً نحو المشروع الوطني الكبير نحو إعادة الإعتبار للوحدة المباركة وتحقيق أهداف الثورة والتوجة الحقيقي نحو البناء والتنمية وإفساح المجال للشباب ليضطلعوا بدورهم وتكريس الديمقراطية والحرية والشراكة البناءة في القرار وبناء البلد وتحقيق المساواة والعدالة ودولة النظام والقانون . |
|
|
|
|
|
|
|