يبدو أن مزاج الخراب في هذه البلاد لا ينافسه أحد، بينما في اللحظات الوطنية الحرجة يتوجّب على الجميع التكاتف من أجل تجاوزها، فحيث هنالك ساسة يلعبون في الوقت الضائع؛ فهنالك من يضيعون في الوقت اللاعب للأسف.
على أننا ضد روح التجزئة الوطنية وفي ذات الوقت مع تفعيل الوعي العميق بتعقيدات الواقع، إذ لا جدوى سوى الاصطفاف وراء الأولويات الراهنة.
والحاصل هو أن هنالك مهام يجب القيام بها وأخرى ينبغي القيام بها، فيما ليس من المعقول تشتيت الجهود لإجهاض ما تراكم، ولو أن هذا المتراكم ليس هو المأمول بالطبع.
والشاهد أننا كلنا مضطربون ومترقبون، فيما الأجدى تماسك بنية الدولة ولو كانت هشة، ولقد حان الوقت لأخذ مسافة من ورثة الخراب الموهوبين فقط في الصراخ اللا موضوعي تأجيجاً لمشاعر محدودي المسؤولية والرؤيا.
وعلينا رغم كل المخاطر أن نكون غير مرتابين من المستقبل مادمنا قد قطعنا عديد طرق على من يتعطّش لضرب اليمنيين باليمنيين، أو تفعيل مشاريعه الصغيرة المشينة وطنياً ووحدوياً.
فالمعروف أن النزعات المذهبية أو المناطقية المتطرّفة تبقى هي الخطر الأكبر بالتأكيد، ثم إن ما يمنحنا ولو بصيصاً من الثقة هو أن مجتمعاً جديداً صار في صدد التشكُّل ضد التخلُّف وبروح التنوير، أما كل من يأمل بالحاجة لتأكيد نفسه من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب؛ فعليه الانخراط في مشروع سياسي وطني لائق أو في كيانات ناشطة تجدي حقوقياً وتنموياً ومدنياً، ما دون ذلك ليس إلا مزاج الخراب الذي ينافس أحلامنا وبقوة.
fathi_nasr@hotmail.com