«1»
الجميع يرتقبون السلام
«2»
كل من يتغطرس إلى زوال
هذا ما يقوله التاريخ
«3»
لعل أسوأ ما يخشاه الجميع طبعاً هو أن يفضي الوضع إلى أن يكون للجميع جيوشهم الخاصة، ما سيقود بالتالي إلى محو منطق السياسة والديمقراطية والأحزاب والعمل المدني السوي... إلخ، فضلاً عن هدم بنية التعايش الواسعة داخل المجتمع طبعاً، بل إن هذا هو الأخطر الذي لا نرتجيه أبداً.
وعليه، ليس لنا سوى التشديد على قيم المواطنة والمدنية والجمهورية والوحدة، وصولاً إلى يقين كل الأطراف بشأن أهمية إدارة الخلاف بمنطق العصر والشراكة لا بمنطق الغلبة والميلشيات، كما أن الأهم في هذا كله هو التشبُّث الجمعي من أجل إعلاء قيمة الدولة على وجه الخصوص؛ إذ بالتأكيد وحدها الدولة كحاضنة للجميع وكضرورة أولوية للسلم الأهلي، ستظل القادرة على جعل الصراع سياسياً وطنياً راجحاً، وليس بدائياً طائفياً طائشاً كما يُراد له أن ينحرف.
«4»
للتذكير نقول: كم من الجرائم ارتكبت على مرّ التاريخ ضد مختلف الشعوب وعلى رأسها الشعب اليمني الحر بشتى الحجج والادعاءات والاستغفالات وذرائع الاستغلال السياسي للدين، وبالمقابل كم من الجرائم ارتكبها سدنة الخلافة والحكم السلفي العنفي المغلق، حكم اللا تجديد في الفكر الديني وتكريسه بالتنميط والماضي الرث، الحكم الأبعد ما يكون عن العقلانية والتسامح والتطوير، حكم طاعة ولي الأمر وعدم المعارضة الحديثة وتدهور الإحساس الناضج بالمستقبل ورفض التداول السلمي للسلطة.
المعنى أن الدين جانب روحاني عميق لا ينبغي أن يتحوّل إلى فرض وإجبار سياسي وبالتالي طائفي، أي أنه أسمى من الصراعات السياسية التي يجب عدم إقحام الدين فيها وصولاً إلى تشويهه للأسف.
لكن الأنكى هو الإصرار العقيم على استنهاض العصبويات باسم الدين لتحقيق غايات سياسية، ما يفسح الطريق إلى الإرهاب وتدمير المجتمعات إما بهيمنة الرؤية الأحادية أو باستمرار العنف الذي لا يؤدّي إلى ارتقاء المجتمعات أبداً.
«5»
يقول البردوني الخالد:
هل تدري صنعاء الصّرعى
كيف انطفأت، ومتى تنشر؟
كالمشمش ماتت واقفة
لتعدّ الميلاد الأخضر
تندى وتجف لكي تندى
وترفّ ترفّ لكي تصفر
وتموت بيوم مشهور
كي تولد في يوم أشهر
ترمي أوراقاً ميتة
وتلوّح بالورق الأنضر
وتظلّ تموت لكي تحيا
وتموت لكي تحيا أكثر
fathi_nasr@hotmail.com