عبد الرحمن أحمد صبر ... هذا الاسم المرتبط بالصّبر والحكمة والسلام.
ما داهمت المحن محافظة تعز، إلا وكان «شيخ الحكماء» عبد الرحمن صبر في مقدمة الصفوف يذود عن المحافظة وأهلها ...بالترغيب دائماً وبالترهيب أحياناً.. ولكن بعصاه ذات الدلالة المُلْهِمةِ والتي ما فارقت يده -تماماً- كما لم تفارق الحكمة رأيه وقراره.
كان حاضراً عندما تغيب الألباب، وكان منقذاً عندما تبلغ القلوب الحناجر... سلاحه إيمانه بالفضاء المتسع للجميع وحجته دائماً قوله تعالى «لا خير في كثيرٍ من نجواهم إلا من أمر بصدقةٍ أو معروفٍ أو إصلاحٍ بين الناس». لم يتخلَّ عن تعز وهي في خضم الملمات والمعتركات والمحن، حتى وإن كانت السنون قد أتت على شيٍء من بصره.. إلا أن بصيرته ظلت على شبابها، وحكمته أبقت عليه طرياً يانعاً.. حتى وإن تجاوز في العمر عقده الثامن.
آخر عهدٍ لي معه - وهو يذود عن تعز وأهلها- كان عندما ادلهمَّت عليها كوابيس العام 2011...، لم تمنعه السنون وموجات الجنون التي اجتاحت المدينة من عقلنة حالات الضياع التي كادت أن تصرع المدينة ومن فيها... لولا الحكيم الشيخ عبد الرحمن صبر وآخرين من أبنائه وأبنائها إلى جانبه أمثال: الأستاذ عبدالله نعمان القدسي والحاج عبد الجبار هائل سعيد ومهدي أمين سامي وعبد الحميد محمد فرحان ومحمد عبد الله نائف وغيرهم ممن حملوا على كواهلهم أحمال التهور، رافعين رايات السلام والوئام ، وتجنب مسارات الدم والدمار.
كُنتُ محافظاً في تعز وكان الحكيم الشيخ عبد الرحمن مرجعية الرشد والصبر والحكمة والقرار.
اليوم وبعد صلاة أول جمعة في مُحَرَّم، رحل الحكيم عبد الرحمن صبر... نعم رحل وترك جبالاً من الحزن جاثمةً على صدورنا.. العزاء لتعز ولأهلها وحكمائها، والصبر والسلوان لأبنائه ولأحفاده ولكل محبيه.
وإن لفراقه لمحزونون.