نحن من اخترع المثل القائل ابعد عن اهلك يحبوك فهل يمكن القول في المقابل " ابعد عن وطنك تحبه "؟!
الوطن مثله مثل أي نعمة لا تشعر بقيمتها إلا حين تفقدها ومهما شرقت أو غربت وأينما جنحت وطنك سيظل جذورك ولا قيمة للأغصان بلاجذور.
في اليمن يوجد ثلاثة مصانع للأمنيات القات والفراغ والخطابات.
نريد تطورا جاهزا وكأن النهوض وجبة ساخنة من مطعم سفري ، نبحث عن نتائج بلا أسباب ، نريد من البلد أن يصحي نفسه بنفسه ويأخذ بيده إلى مصاف الأمم المتقدمة, ولهذا حال اليمن عقيم بسبب الجهل، الأمر يذكرني بطرفة ذلك الذي ذهب للدكتور وقال له : أنا عقيم وأتوقع أنه وراثة في العائلة ، قاله الدكتور : أبوك عقيم ؟
قال : أيوه.
قاله : ومن وين جيت أنت ؟
قال : من البلاد.
نريد أن نعمل معا من أجل بلادنا بعيداً عن مكر الليل ومعارك النهار وصراعات الساسة ومجالس القات ودهاليز المماحكات ، بعيداً عن أحاديث القيل والقال، وأمنيات الحكومة، وتعهدات المانحين.
التطور الوهمي في اليمن طالما ذكرني بقصة للزعيم الروسي جورباتشوف حيث دأب في عيد العمال على زيارة المصانع ومكافأة المجد من العمال.. فقام بجولة وزار مصنع البلاستيك ووجد عاملاً مجتهداً وسأل عن سيرته فوجدها منضبطة فكافأه بجائزة أن منحه عربة وبيتاً، ومرت الأيام وفي عيد العمال المقبل قام جورباتشوف بجولته ومر على ذات المصنع ووجد نفس العامل بدأبه وسأل عن سيرته فأمر بمكافأته بعربة ومنزل، فقال له العامل: أنت العام الماضي كافأتني بعربة وبيت ولم يمنحوني إياهما، فسأل مدير المصنع لماذا لم تنفذوا كلامي؟! فما كان من مدير المصنع إلا أن أحضر له صحيفة (البرافدا) وهي لسان حال الحزب، وقال له: “أعطيناه العربة والبيت وهذه صورته يقف أمام البيت وأمامه العربة”، فقال جورباتشوف للعامل: “أعطوك يا ابني لكن يظهر أنك ما بتقرأ البرافدا”!!
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.
اللهم ارحم أبي وأسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين.