|
|
|
|
|
العنف يلوك ذاته
بقلم/ كاتب/فتحي أبو النصر
نشر منذ: 9 سنوات و 10 أشهر و 16 يوماً الثلاثاء 06 يناير-كانون الثاني 2015 08:39 ص
العنف يلوك ذاته .. هكذا يقول التاريخ. ولهذا كررنا مراراً بأن هناك مسؤولية كبيرة تقع على الجميع من أجل التحشيد ضد العنف اللا سياسي الديني الذي صار يستشري بهوس فادح . كما ان تطييف الصراع لدينا في اليمن بدلاً من تسييسه يعني الإمعان في حالة التيه الوطني وتأجيج الكراهيات وحرف تراكم النضال المدني عن معناه الحقيقي؛ ما يعني وضع الصراع في قالب أخرق وأهوج دموي وبدائي لا يصب في مصلحة الدولة والمجتمع على الإطلاق. وإزاء هذه الجزئية نتساءل : لماذا قدر الدين أن يعيش في عهد بائد ومظلم كما بتصورات بسيطة وعقيمة للذات وللآخر، للمجتمع وللدولة على وجه الخصوص؟. ثم هل غاية الدين تحويل الحكم إلى ملك عضوض بشتى الطرق لصالح جماعة محددة وجدت لها فتوى لمشروعها ؟. إن ذلك هو مايدور الدين في فلكه منذ قرون للأسف . ولعل تاريخ الكراهيات والحروب خير شاهد على فداحة العقل العربي الإسلامي ومصائب ومكائد الوعي الديني المشوه الذي يستلب الإنسان ولايحرره ، بقدر مايجعله معززاً كآلة عنف ليس إلا .بينما المطلوب ان يصير الدين عامل تعزيز للمعرفة وللتقدم وللمستقبل ومثار فخار حقيقي للشعوب التي تحكم نفسها بنفسها وتبدع وتتسامح وتتسق وتحترم الدين أكثر من خلال فصله عن غايات الاستغلاليين من شتى الأنواع والأصناف . على أن الشعوب المخدرة بذلك النوع من العصاب الديني غير السوي ستبقى بلا إنتاج مشرف ونوعي، كما ستبقى في مدارات العنف والترهيب على نحو عبثي بائس. وبالمحصلة فإن أوهامها تمثل العبء الكبير على التقدم والتحديث لأنها في الأساس تمثل العبء الكبير على الحياة الجديرة بتراكم خبرات الإنسانية من أجل التمدن والرقي والدمقرطة.تلك النوعيات العنفية ببساطة شديدة هي من افسدت وتفسد الدين لاغيرها فضلاً عن أنها أ كثر من يحتقر قيمة الشعب وصولاً إلى احتقارها فكرة الدولة كدولة تصون حقوق وحريات الجميع بلا استثناء وليس باعتبارها مجرد حظيرة طاعة للحاكم القروسطي ومزاجه وأزلامه ..
fathi_nasr@hotmail.com |
|
|
|
|
|
|
|