من يشاهد الفضائية اليمنية في رمضان , يتوقع ان تعلنها الامم المتحدة في اقرب الأوقات " فضائية منكوبة " , وتطلق نداء إستغاثة للعالم لمساعدتها في الخروج من أوضاعها المأساوية , مثلها مثل فيضانات باكستان المدمرة , وحرائق روسيا .
إذا لم تكن الفضائية اليمنية متميزة خلال شهر رمضان فقط , على أقل تقدير , فمتى ستعرف التميز ؟.
وعندما نكتب عنها خلال هذا الشهر أيضا , وننتقدها , فمن الأفضل أن تأخذ قيادة القطاع ذلك بسعادة بالغة , خاصة وان غالبية الأقلام في هذا البلد تعرف "البئر وغطاه ", ولم تتوجه صوب قناة اليمن طوال أشهر السنة , عملا بمبدأ " الطعن في الميت حرام " .
شخصيا , لا يوجد خلاف بيني وبين " باسليم " , حتى لايقال لما أنا مركز فقط على القناة للأسبوع الثاني , لكني أشعر بالندم على القناة التي تعد واجهة اليمن , وهي تعيش أزهى عصور الانحطاط الإعلامي , إذا ما قمنا بعمل مقارنة بينها وبين قنوات السودان الشقيق مثلا , وليس القنوات الخليجية .
رمضان هذا العام في الفضائية اليمنية , جاف وخانق , على عكس الاجواء الماطرة التي تعيشها المحافظات , لا برامج ولا مسلسلات , وإن وجدت الأخيرة , فإنها رغم أن المخرجين قد عملوا عليها منذ عام كامل, الإ أنها تولد مشوهة ولا تؤدي رسالة , بعد أن تكون تعرضت لأكثر من عملية قص , من أكثر من رقيب , حتى الإعلانات أصبحنا نفتقدها هذا العام في الفضائية , ونتمنى مشاهدتها كما هي غزيرة في قناتي السعيدة او mbc , صرت أود أن اسمع صوت المذيع يقول " هذا المسلسل برعاية .... " !!
في الفضائية اليمنية , اليمن هو السويد ,اجمل البلدان كما يقولون ولا وجود لأي ظواهر سلبية , واليمنيون أجمع " خطوط حمر " ولا يجوز المساس بهم , فإضافة الى الثوابت الوطنية التي نعرفها نحن , هناك الفساد خط احمر , والنهب خط احمر , والعادات القبيحة والظلم والإرهاب والجماعات المتطرفة والسلفية وهيئة الفضيلة والعلماء الجدد كلهم خطوط حمراء على الدوام ..
هل شاهدت قيادة الفضائية الحلقة الاولى من المسلسل السعودي " بيني وبينك 4 " ؟ , لا أعتقد , وإن شاهدوه فلن يغير المسلسل فيهم شيئا .
لم يكتفي المسلسل بنقد " ظاهرة الفتاوى " المنتشرة في السعودية , بل تعداها إلى مختلف الدول العربية , وفي اليمن , ظهر الشيخ المحرم لكل شي , بلحية حمراء مطلية بالحناء تشبة الى حد كبير التي يملكها الشيخ الزنداني , وكان مجسم " باب اليمن " بارزا خلف الشيخ الجليل وهو في مداخلة مباشرة يصرخ بغباء " هذا حراااااااااام " .
كان بإمكان الفضائية اليمنية ان تنتج هذا العام مسلسل ينتقد زواج الصغيرات والمشائخ والمكفرين الذين يقفون في طريق قانون الزواج الأمن , فالحزمي والذارحي والزنداني ليسوا ثوابت وطنية ولا سماوية , ولا علماء حتى نقول أن ذقونهم مسمومة ولا يجوز المساس بهم , ولن نحتاج ساعتها للدراما السعودية لتقود حربا بالوكالة ضد الأشياء القبيحة في البلد .
لن تتقدم يوما وهي مازالت محكومة بنفس عقلية المشائخ الجدد , كل شي وكل تصور " حرام , لا يجوز , ممنوع , عيب , مايسبرش , الجنان ", ومن الأفضل على وزارة الإعلام , والتي هي بيت الداء , أن تعلن عن تحويلها الى إستراحة عائلات " قات وشيشة " , فالموقع متميز , وسياحي من الدرجة الأولى ..
المقابلة التي ظهر فيها حسين باسليم في صحيفة السياسية , وقال فيها أن القناة مهدد بالتوقف , يبدو أنه سيعض كل أصابعه ندما على موافقته بإجراءها , وأجدني متعاطفا ومشفقا عليه مما تهور وقاله ليغطي كما يقال " عين الشمس بغربال " .
في المقابلة , قال باسليم أن الفضائية خااااالية من أي فساد , وأنه مستعد لفتح أبوابها للجهاز المركزي للرقابة هيئة مكافحة الفساد . طبعا كلام جميل , لكنه لا يعقل أن يكون في اليمن التي ينتشر الفساد فيها حتى في المساجد وباصات الأجرة وليس في مؤسسات رسمية هامة كالفضائية .
طبعا الفساد في القناة لا يعد ولا يحصى , وهو السبب الأول في موتها سريريا , مثلا , كانت ميزانية الفضائية اليمنيه عشرة ملايين ريال قبل عشر سنوات تقريباً وكان عدد الموظفين خمسمائة موظف كأعلى تقدير ,والآن عدد الموظفين حوالي الف وخمسمائة شخص والمخصص اصبح حوالي خمسين مليون ريال ويتحججون ان المخصص غير كافي لزيادة العدد وهو امر لا يعقل أن يكون صحيحا , فقد أصبحت الى جوار "قناة اليمن" , شقيقتان هما "سبأ" و"الأيمان"وكلتاهما لها مخصص مستقل , أي زياده على الخمسين مليون ريال وبهذا يصبح الأمر كما لوكان نفس العدد قبل عشر سنوات بواقع خمسمائة شخص لكل قناه مع فارق ان المخصص قد اصبح خمسين مليون شهرياً ولم يعد عشرة ملايين .
كافة معدي ومخرجي البرامج يتسلمون حاليا حقوقا أقل مما كان يصرف لهم قبل عشر سنوات والسبب زيادة الصرفيات على الأداريين , ولذا لابد أن نشاهد قناة رديئة بكل المقاييس عندما نشاهد أغلب المكافئات والمبالغ لا تذهب لمن يعملوا لخدمة الشاشه بل للإداريين والمتهبشين ..
مع ذلك , يبدو أن إدارة القناة أعجبها الصوت ان تبقى متهلكة امام الموظفين و"المخصص لا يكفي "و"ما فيش فلوس", وبهذا يطلب من كل من يقدم تصور جريئ , فيه نوعا من حداثه ان يذهب للبحث عن رعايه , وفي حال تمكنه من ايجاد الراعي يذهب للأدارة التجاريه التي سمعت انها تتعامل مع الأمر باستخفاف شديد وتعالي على الرعاة حيث لا يهمهم ما سينجم عنه الامر من انتاج والنتيجة فرار الرعاة ..
من صور الفساد المزكم أيضا , الغاء برنامج من اذاعة صنعاء وتحويل ميزانيته مكافئات للأداريين وهو من برامج شهر رمضان.
إيرادات القناة من الاعلانات لم تستفيد منها القناة في انتاج برامج تحفظ لها ماء الوجة , ولما يتم توريد تسعين بالمائة منها الى المؤسسة العامة اليمنية للأذاعة والتلفزيون ..
بالمناسبة ماهي وظيفة هذه الموسسة غير الرقابة على الإذاعة والتلفزيون ولهف مواردها , فلماذا لا يصدر قرار بإلغاءها كما ألغيت هيئة الجزر وكثير من الهئيات والمؤسسات التي تعد مواطن للفساد ؟
. ما الذي سيحدث لو توقفت المؤسسة , هل ستتوقف الاذاعات او قطاعي التلفزيون عن البث ؟ بالتأكيد لا ,فالمؤسسة أصبحت تشكل عبئاً فقط على القطاعات وعلى الرغم من أن قرار إنشائها ينص على أن تتولى إستلام مخصصات القطاعات وتوزيعها عليها فقط الا أنها أصبحت تقر وترفض البرامج المقرة من القطاعات التي تعتبر بحسب القانون مستقلة في هذا الجانب , ورغم ان عدد الموظفين بها لا يتجاوز 200موظف فقط , فأن مخصصها الشهري يفوق المائتين مليون ريال , وهو أكثر من مخصص قناة اليمن مكافئات ومقابل إعداد الكشوفات فقط حتى وصلت الاستحقاقات الرسميه الشهريه لكل من مدير عام المؤسسه ورئيس القطاع المالي والأداري ورئيس مجلس الأداره "وزير الاعلام " الى ملايين قيل ان يصل الى 9 مليون ريال لكل واحد منهم شهرياً , ومبلغ التسعة ملايين الواحده أكثر من مخصص اذاعة تعز وحجه والحديده والمكلا وسيئون وأب وصعده مجتمعه. |