الوطن قضية عامة, والرأي كلمة حق لكل مواطن. اقرأ أو لا تقرأ فحرية القراءة حق للقارئ المراهنة على الحسم العسكري في اليمن رهان فاشل ,والمراهنة على الحل السلمي الخارجي الإقليمي والدولي فاشل.
الحل لمختلف القضايا اليمنية الخلافية لم ولن يكون إلا يمني يمني
الوفد الوطني الذي غادر صنعاء لمقابلة وفد الرياض في العاصمة السويدية يحمل مطالب مشروعة لأبناء شعبنا اليمني وحكومة الإنقاذ الوطني والمجلس السياسي الأعلى هي : 1 )إيقاف العدوان ورفع الحصار.
فتح المنافذ والمطارات والموانئ البحرية لإيصال المواد الغذائية والأدوية والمشتقات النفطية إلى مختلف المحافظات والمدن اليمنية .
إعادة البنك المركزي إلى العاصمة صنعاء وصرف المعاشات والمستحقات لموظفي الدولة تحت إشراف الأمم المتحدة .
تبادل إطلاق الأسرى بين حكومة الإنقاذ ودول العدوان بقيادة السعودية وغيرها من القضايا التفصيلية السياسية والأمنية ذات الصلة .
هذه بعض النقاط الرئيسية التي يحملها وفد صنعاء الوطني إلى وفد الرياض في العاصمة السويدية , فهل سيقبل وفد حكومة الرياض بدعوة السلام وإيقاف قتل الشعب اليمني كدعوة يطلقها أبناء شعبنا اليمني الصامد ويوجهها إلى وفد حكومة الرياض في السويد وإلى دول العالم ومنظماته وهيئاته الدولية يطالبون بإيقاف العدوان والحرب ورفع الحصار ووقف قتل المدنيين واستهدافهم في تجمعاتهم السكانية والكف عن تدمير واستهداف البنية التحتية وتعطيل الخدمات الضرورية كالصحة والتعليم وغيرها من الجوانب الخدمية اليومية الضرورية للناس مثلا:
فتح المطارات والموانئ والمنافذ الجوية والبحرية لنقل الجرحى والمرضى ومنها مطار صنعاء الدولي وإيصال المواد الغذائية والأدوية ومادة الوقود كالديزل والبترول إلى كافة المدن والحافظات اليمنية .
إيقاف سياسة التجويع في العدوان والحرب بغرض تحقيق نصر عسكري من خلال استمرار عملية الحصار والتضييق على الشعب ومنع إيصال الدواء والغذاء الذي كان له دور كبير في انتشار الأمراض والأوبئة بفعل الحرب والعدوان التي خلقت أوضاع غير إنسانية يعيشها اليمنيين حيث يقدر عدد ما يزيد عن 2مليون يعيشون تحت خط الفقر والمجاعة وما يزيد عن عدد مليون طفل يعانون من سوء التغذية بأسباب الحرب وقطع المعاشات والمرتبات لموظفي الدولة وكذا انعدام الوقود وتوقف المزارع لعدم تمكن المزارعين من ضخ المياه لمزارعهم وتعطيل المستوصفات والمستشفيات لانعدام التيار الكهربائي عن اداء خدماتها ومعالجة روادها من المرضى ومنهم أصحاب الأمراض المزمنة كمرضى القلب ومرضى السكر والفشل الكلوي الذين يتوفى العديد منهم بأسباب انعدام الخدمة الطبية والأدوية وإن توفرت تكون غير فاعلة للمرض لأسباب سوء التخزين لانعدام التيار الكهربائي.
يحمل الوفد الوطني من صنعاء دعوة إلى وفد حكومة الرياض هي الدعوة إلى السلام والسلم والحوار وإلى الكف عن إعطاء الذرائع والتشريع لدول العدوان بقتل الشعب اليمني
يحمل الوفد الوطني دعوة الشعب لوفد حكومة الرياض دعوته الصادقة إليهم بأن ينحازوا إلى الشعب اليمني وطنهم الأبقى لهم وإلى أهلهم الأولى بالمعروف ودعوتهم العودة إلى الحق , فالرجوع إلى الحق خير من التمادي بالباطل فما يقومون به لا يخدم أحدا وإن كان ظاهره الدعوة من دول العدوان الدفاع عن اليمنيين وحماية مصلحتهم فإن باطن تلك الدعوة وحقيقتها لدى دول العدوان هو قتل الشعب اليمني واستهدافه واحتلال أرضه تؤكد حقيقة ذلك ما تقوم به دول العدوان في بعض المحافظات الجنوبية وما جرى في جزيرة سقطرى من أعمال بتغيير الجغرافيا ونقل الأشجار وتقييد الحرية بل وامتهان الناس وسجنهم في اماكن غير مشروعة وهناك ممارسات سيئة أظهرتها دول العدوان والاحتلال في أعمالها وممارساتها تظهر وجه العدوان القبيح على حقيقته وتبين أهدافه ومغازيه التي تستهدف احتلال الأرض وامتهان العرض والكرامة لليمنيين جميعا وللوطن كله وجميعه بكل شرائحه وبمختلف توجهاته حتى أولئك الذين يظنون أنفسهم في مأمن وسلام من دول العدوان لولائهم إياهم وقربهم منهم فهم واهمون والحقيقة بأنهم أولا مستهدفون والمستهجنون والمستحقرون في نظر دول العدوان لا شأن ولا قيمة لهم يظهر حقيقة هذا الأمر سلوك دول العدوان وممارساته خلال الأربع السنوات من العدوان والاحتلال أليس هذا كافيا إلى أن تراجع القوى والقيادات والأشخاص الذين وقعوا في صفوف العدوان واعدوا من أجناده وقواته .
هذه دعوة الشعب في إعادة النظر ومراجعة المواقف وتصحيح الأخطاء يوجهها لكل أبناءه وقواه السياسية والاجتماعية وأهل الحل والعقد يقولها بصدق وأمانة أن الحل للقضايا الخلافية بين اليمنيين لم ولن يحلها إلا اليمنيين أنفسهم إن صدقوا الله ورسوله وصدقوا أنفسهم وانتماءهم لهويتهم الوطنية اليمنية العربية الأصيلة ولإيمانهم القوي بالله ولعقيدتهم الاسلامية الصادقة ولن يحلها (أي القضايا اليمنية) الخارج الإقليمي العربي والدولي الذي يتربص بالأمة العربية والإسلامية يريد الإضرار بها وضرب وحدتها ومنها شعبنا اليمني العربي والعدو يستهدف أمن الأمة وتضامنها وتاريخها وتراثها وثرواتها ودينها ومقدساتها وبقائها أمة واحدة عزيزة كريمة شريفة مؤمنة متضامنة قوية .
فشعبنا اليمني الذي يدرك جوهر تلك القضايا وكذا وفده الوطني الذي يمد يد السلام ويدعو إلى السلم بروح الفارس العربي المؤمن الشجاع الصادق المبرأ النقي من عوامل النفاق والكذب والاستحقار لنفسه ولغيره يدعوا بتلك الصفات كل اليمنيين إلى التحاور والصلح لشريف النظيف ليعيش الجميع إخوة أهل وطن واحد لهم مجده وعليهم تحمل ما يلحقه من سلبيات وانتقاص ,نعم هذا هو رأي الشعب اليمني بكل شرائحه وبمختلف توجهاته السياسية والتنظيمية الوطنية المناهضة للعدوان الرافضة لقوى الهيمنة ودول العدوان ممثلة بوفدها الوطني الممثل لحكومة الإنقاذ الوطني والمجلس السياسي الأعلى سلطة الأمر الواقع التي يؤيدها ويباركها ملايين اليمنيين والمؤسسات الدستورية ممثلة في مجلس النواب نائب الشعب والمدافع عن شرعيته وحقه في الوجود والحياة كشعب هو مصدر السلطة بحكم المادة الرابعة من دستور الجمهورية اليمنية وهو المسؤول عن الدفاع عن سيادته وعدم التفريط أو التنازل عن أي جزء منها بموجب أحكام المادة 1 من دستور الجمهورية اليمنية وسلطة الشعب التشريعية هي مجلس النواب بحكم المادة 62 من دستور الجمهورية اليمنية ومجلس النواب هو من منح الثقة للمجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني التي أوكلت الصلاحيات للوفد الوطني المفاوض لوفد الرياض المغتصب لسلطات الجمهورية اليمنية الخارجية ويحتلها بشرعية الولايات المتحدة الأمريكية والإمارات المتحدة وقائد العدوان على بلادنا النظام السعودي الذي لا شرعية لوفد الرياض وحكومته المزعومة دستوريا أو شعبية فالشرعية الدستورية للوفد الوطني والمجلس السياسي وحكومة الإنقاذ الوطني دستوريا وشعبيا فالشرعية هي شرعية الشعب وفق وثائقه وقوانينه الوطنية فلا شرعية سوى شرعية دستور الجمهورية اليمنية والشعب اليمني الذي صمد في وجه العدوان والحصار أربعة أعوام وعانى فيها من الجوع والعوز والحاجة والظلم وقدم التضحيات بالمال والدماء اليمنية الزكية الطاهرة لينتصر لشرعيته ولإرادته اليمنية الحرة التي استطاع من خلالها كشف حقيقة من معه ومن ضده من هو من أبنائه ومن الذين يبرونه ومن هم من عدوه الذين يعادونه وينصرون عليه خصومه واستطاع شعبنا أن يظهر بجلاء حقيقة وجه دول العدوان القبيح وليستبين العالم من حولنا حقارة دول العدوان وخستها ويكشف زيف دعاة العروبة كذبا ودعاة الإسلام ستارا واهيا وكذا دعاة حقوق الإنسان والحريات العامة والديمقراطية وحقوق الطفل وحقوق المرأة زيفا وتظليلا وكذبا على الله ورسوله والمجتمع الإنساني اعتداء على حق الإنسان في بلادنا وشعبنا اليمني الذي عاش جحيم العدوان والحصار والظلم والطغيان الدولي الذي اعتبره مختبرا صهر معادن اليمنيين والعرب والمسلمين والقيادة الدولية وحقيقة المجتمع الدولي وهيئاته ومؤسساته وأظهر كلا على حقيقته ومن معدنه وأصله وتبينت الرؤيا في تقييم ما يجري في المجتمع الإنساني وقيمة كلا منهم على حده .
هذا هو شعبنا اليمني وما يقوله ويوصي به الوفد الوطني ويقوله لوفد حكومة الرياض ولدول العالم وشعوب الأرض ومنهم دول العدوان على بلادنا بصورة مباشرة والدول التي ساندت ودعمت العدوان والحصار والتجويع والإضرار بشعبنا اليمني بصورة غير مباشرة ولأولئك الذين التزموا الصمت لقتل شعبنا وإبادته بالقوة المفرطة والأسلحة المحرمة لضعف إيمانهم بالقيم الإنسانية وبحق الإنسان في العيش والحياة التي وهبها الله للإنسان حين استخلفه على الأرض خالق الناس رب الناس ملك الناس إله الناس وإلى أولئك المذبذبين المتناقضين في مواقفهم نقول لهم بأنا مؤمنون بالله متوكلون عليه موقنين بنصره تعالى لا يضرنا أحد مهما كانت قوته إلا بإذن الله ولن ينفعنا أحد بشيء بإرادة الله.
فالنصر والعزة بيد الله ,فالله يعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير كيف لا وهذا واقعنا المشرف بعد أربع سنوات من الحصار والعدوان الذي اجتمعوا فيه على شعبنا كل أفاك العصر وجبابرته ومترفيه وفساقه وعتاولته في حربهم وحصارهم لشعبنا ظلما وعدوانا وفسادا في الأرض في حرب عبثية لا مبرر لها إلا استضعاف دول العدوان لشعبنا وطمعا باحتلال بلادنا وإذلال شعبنا اليمني وإخضاعه واحتلاله .
نعم هم استطاعوا الإضرار بنا وتجويعنا أربعة أعوام لكنهم لن يستطيعوا تحقيق الانتصار على شعبنا اليمني العربي المؤمن الحضاري وها هو العالم قد اجتمع بجيوشه وأمواله وأفاكه برئاسة أمريكا ورئيسها ترامب فانتصرنا كيمنيين بالله وبصبرنا وإيماننا بقضيتنا وشرعية الدفاع عنها دفاعا عن حقنا في الحياة عن حقنا في البقاء عن حقنا في الكرامة عن حقنا في العيش على أرضنا عن حقنا في الدفاع عن أعارضنا وإنسانيتنا .
انتصر شعبنا اليمني على المعتدين على بلادنا البغاة الذين تجردوا بعدوانهم وقتلهم لشعبنا من كل القيم الإنسانية استهتارا واستضعافا لشعبنا واحتقارا لقيم الإنسان وإناكارا لحقه في العيش والحياة غير عابئين بما أصاب شعبنا اليمني من ويلات عدوانهم وحربهم العبثية من قتل للأبرياء الذين قتلوا بطيرانهم وبوارجهم تحت أنقاض بيوتهم والذي يأتي نتيجة طبيعية لعدم ما يمنع ويردع دول العدوان التي تجردت من الخوف من الله لانعدام ضمائرها وعدم وجود هيئات وقوانين دولية قادرة بحق على حماية الإنسان والدفاع عن حقوقه المشروعة في ظل الهيمنة الامريكية وفرعون العصر الذي قانونه وديمقراطيته لا أريكم إلا ما أرى لكن شعبنا اليمني الذي نظرت إليه دول العدوان بقيادة السعودية باستخفاف واحتقار وأعدت عدتها للحسم العسكري الذي قدرته في خططها العدوانية بأشهر معدودة ستجتاح الشعب اليمني وتحت أراضيه وتحاكم قياداته على غرار غزوها واحتلالها للعراق لكن شعبنا بفضل الله أفشل تلك الخطط واستطاع الصمود والانتصار وهاهو يوشك أن ينتهي العام الرابع من العدوان في شهره الأخير وذلك يدل على جهل دول العدوان بتاريخ الشعب اليمني وحقيقة أبنائه كيف لا ووجود أمريكا لا يتجاوز بضع قرون والنظام السعودي والنظام الإماراتي والنظام الصهيوني المحتل للأرض الفلسطينية الذين يمثلون أبرز قوى العدوان والحرب هي أنظمة ودول ناتئة ليس لها وجود أو عمق تاريخي لا تعرف بالتأكيد حقيقة شعبنا الحضاري وتاريخه الانساني والحضاري الذي يشكل الموطن البشري والتجمع الإنساني الأول لما قبل التاريخ , فاليمنون يقفون حيث وضعهم الله ورسوله فهم من العرب والعروبة أصلها وجذورها وهم من الإيمان أصله فلم يقل النبي صلى الله عليه وسلم اليمنيون مؤمنون بل قال:( الإيمان يمان), واليمنيون من الحضارة أهلها الأوائل في الدولة المدنية الأولى قبل التاريخ أهل الشورى والتعايش والديمقراطية وحقوق المرأة في التاريخ الإنساني كله .
حكمت المرأة الملكة بلقيس ومعها الشعب اليمني أهل البلدة الطبية التي أرخ لهم القران وقالوا نحن أولو قوة وأول بأس شديد , معنى ذلك أهل حرية رافضين الذلة والإذلال وقالت ملكتهم بلقيس إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة, فشعبنا منذ ما قبل التاريخ يرفض الذل والاستكانة والركوع إلا لله فلم يخضعه سليمان إلا بعد تبين اليمنيين وملكتهم انه نبي ولم يخضعوا لسليمان كملك بجنه وإنسه وشياطينه ومردته وريحه وقوته بل قالوا نحن أولو قوة وألو بأس شديد كما جاء في القران الكريم فشعب لم يهتز لسليمان الذي أعطاه الله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده بإنسه وجنه فكيف يمكن أن يهتز لترامب وأعوانه وأقرانه المعتوهين الذي دون شك لن يكونوا أقوى من الجن والمردة والشياطين الذين نحن اليمنيون بالإيمان بالله وبحقنا في الحياة أشد منهم قوة .
هذا هو الشعب اليمني في غابر العصور وأقدم الدهور قبل التاريخ كان تاريخه ليؤرخوا بوجوده للحضارة الإنسانية على الأرض , وفي فجر الإسلام كان اليمنيين هم نصر الله وفتحه على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال حين أنزل الله عليه قوله تعالى { إذا جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا} قال رسول الله معلنا تحقق نصر الله الذي وعده بالنصر بأهل اليمن الذي هم الناس أساسا وتجمعا ووجودا على الأرض دلت على ذلك قول الله تعال : { ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا }, وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك (الله أكبر جاء نصر الله والفتح جاء أهل اليمن الإيمان يمان والحكمة يمانية).
نعم المرأة حكمت في عصر الملكة بلقيس ونبي الله سليمان كما حكمت المرأة في فجر الإسلام حيث حكمت السيدة بنت احمد الصليحي وحدة اليمن الطبيعية كملكة قادت الجيوش والمعارك وأجرت المراسم الملكية كل ذلك يدل على حضارة الشعب اليمني أبناء أحفاد السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه جند الله ورسوله بهم رفع الله راية التوحيد بقيادة النبي الخاتم والرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم , وتحرر الإنسان من عبودية الأصنام وتحرر العقل البشري من الجهل وختم الله بهم بقيادة رسول الله كمائل الحريات والتحرر والاستعباد وقاد اليمنيون في عهد الخلفاء الراشدين الفتوحات الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها , أسقطوا تيجان كسرى وفارس وانتصروا لله ورسوله ورفعوا راية التوحيد خفاقة عالية .
هذا هو شعبنا اليمني الذي يجهل حقيقة وجوده الشامخ الأبي أولئك المعتدون اليوم والغزاة وحتى أولئك المغرر بهم من أبنائه الذين يعذرون لجهلهم بمعرفة انفسهم وحقيقة الشعب اليمني وشدة بأسه ونزاله وعلو هامته وسمو شرفه واعتزازه بقيمته وقيمه الإنسانية عبر مراحل التاريخ الذي لا يمكن أن يتجاوزه أحد فالحضارة الإنسانية بدون الشعب اليمني ناقصة والتاريخ الإسلامي بدون ذكر اليمنيين غير مكتمل والعروبة بدون اليمنيين ومجهولة والغيمان بدون اليمنيين لا أصل له .
لا يعلمون أن شعبنا اليمني لا يخضع ولا يسلم إلا لله ولا يخضعون إلا لنبي مرسل وتشريع محكم ورسالة مبينة أو داعية مقتفي أثر نبوة يدعو إلى الله وينصر الحق ويقي العدل وينشد السلام , فليقرأ تاريخنا من لا يقرأه من الأقزام المعتدون المستضعفون لشعبنا اليمني المستخفون بقيم الحق والإنسانية والذي يقول لهم شعبنا إنا هاهنا صامدون باقون ما أردا الله أن نبقى في هذا الوجود لا تستطيع أي قوة في الأرض مهما كانت ان تلغي وجودنا أو تصادر حقنا في العيش والبقاء على أرضنا وفي وطننا مهما كانت تلك القوة وأيا تكون فليقرأ التاريخ عن شعبنا من لم يقرأه وليعد قراءته من قرأه ولم يستوعب حقيقته .
فشعبنا اليمني لا يقب أنصاف الحلول فأما وأما فأما أن يعيش إنسانا حرا شريفا أو يموت إنسانا حرا كريما هذا الشعب العربي الإنسان الذي ما استسلم لغاز ولا معتدي عبر كل حقبه ومراحله انتصر على كل أعدائه الطامعين باحتلال أرضه وامتهان كرامته لقد هزم الرومان والحبشة الطامعين في احتلال اليمن في حرب ضروس مدتها أكثر من ثمانين عاما حتى حقق النصر وأخرج المحتل حقيرا ذليلا من بلاده , كما أن شعبنا اليمني الذي ما ارتهب أو يستكين لبريطانيا العظمى التي كان لا يغيب عن ملكها الشمس قاتلها اليمنيون وثار على احتلالها في أطول ثورة في التاريخ مائة وثمانية وعشرون عاما عمر تلك الثورة التي أخرجت المستعمر البريطاني حقير غير عظيم في يوم ال30 من نوفمبر 1967م الذي يحتفي أبناء شعبنا هذه الأيام بذكرى عيده ال51 لطرد المستعمر البريطاني.
كما حارب شعبنا دون غيره من العرب الدولة العثمانية ونازلها نزالا شديدا في حرب استمرت خمسة وسبعون عاما وخرج العثمانيون يسحبون أذيالهم قبل الحرب العالمية الثانية و هذا هو شعبنا اليمني العربي الأصيل الذي لا يقبل بالذل ولا تخضعه القوة ولا ينحني للملوك ولا تثنيه الحاجة عن صموده والانتصار لحقوقه, لا يقبل أبدا الذل من احد ولو كان ابن شعبه من اليمنين أو ابن قبيلته أو ابن عمه أو نسبه لا يقبل ذله ولا يستسلم للضيم ولا يتنازل عن حقوقه أو ينسى ثأره عند ظالمه لا بد ان يثأر لحقه في حياته أو يثأر له أبناؤه وأحفاده فلا يسقط دم اليمنيين وحقوقهم بالتقادم ولو كان أقرب المقربين مهما تقادم الدهر وتعاقب الأبناء والأحفاد يكون عارا عليهم إن عاشوا دون أن يأخذوا بحقهم مالا أو دما ومن عاش منهم دون أن يأخذ بحقه أو حق أبيه او حق جده إذا ما تعثر عليه الأمر عاش ذليلا مستنقصا عند الناس من أبناء مجتمعه, فلذا عاش اليمنيون ثورة ضد الظلم وكل عوامل الاضطهاد والاستحقار والاستخفاف والانتقاص من حقوقهم أو محاولة إذلالهم من قبل أي شخص كان أو قيادة أو جيش أو دولة أيا كانت أو تكون قدرتها وطغيانها لا يستسلم اليمنيون أبدا.
هذا هو شعبنا اليمني من انتصر اليوم بضعفه على أعدائه الذين استضعفوا في العام الرابع من العدوان والحرب الأمريكي الصهيوني السعودي الإماراتي في هذه المرحلة الفارقة والاستثنائية الذي يعيشها العالم في ظل عوامل اختلال ميزان القوى الدولية وانفراد أمريكا بقيادة العالم وسيطرتها ونفوذها على المؤسسات الدولية ومنها الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي , انتصر شعبنا اليمني لحقه في الحياة والكرامة ولكل المستضعفين في الأرض من بني الإنسان على غطرسة وعتو النظام الدولي وأعوانه وأدواته من الحكام العرب الذين يحكمون كموظفين لدى البيت الأبيض لا كحكام عرب ومسلمين ينتمون لشعوبهم وامتهم العربية والإسلامية .
يقول شعبنا اليمني اليوم بصوت عال يبلغ عنان السماء إننا باقون على هذه الأرض بعد أن صمد أربعة أعوام من العدوان والحرب والحصار واستطاع أن يحقق برجاله وصموده ومقاتليه من أبطال القوات المسلحة واللجان الشعبية المعادلة العسكرية على الأرض مع دول العدوان رغم قدرتهم العسكرية والمادية بل ان شعبنا استطاع رغم ظروفه وإمكانياته المادية ورغم الحصار تطوير وتصنيع للطائرات المسيرة والصواريخ البالستية التي خلقت المعادلة بحق برجالها وقياداتها بمصنعيها ومطلقيها من اليمنيين الذين استطاعوا مواجهة جيوش العدوان وإفشال مخططاته السياسية والعسكرية ولعل معركة الساحل الغربي ومدينة الحديدة التي جمعت لها دول العدوان من القوة والعتاد والأسلحة ما يمكن أن يحرر بها قارة بأكملها ..
هزمها شعبنا برجاله المؤمنين من أبطال القوات المسلحة واللجان الشعبية في أسبوعين اثنين ليجبر المجتمع الدولي وهيئاته ومؤسساته الذين غضوا الطرف سنوات من العدوان في قتل الشعب اليمني وحصاره وجاؤو اليوم نتيجة للضغوط الدولية التي فرضتها انتصاراتنا وقواتنا على الأرض التي خلقت أصوات ومنابر في كثير من الشعوب والبلدان تتحدث عن القضية اليمنية ومن تلك المؤسسات والأصوات الحرة التي تتحدث عن القضية اليمنية اليوم أصوات امريكية وأوروبية كمجلس الشيوخ ومجلس النواب الأمريكي ومجلس النواب البريطاني ومجلس التحاد الأوروبي ودوله الذين صحت ضمائرهم متأخرة ليدينوا جرائم الحرب في اليمن ويدعون دولهم وأنظمتهم إلى عدم تسليح النظام السعودي والإماراتي كما أدانت وسائل الإعلام الأوروبية والعالمية والمنظمات الأممية والنقابات والاتحادات والمنظمات المستقلة المدافعة عن حقوق الانسان وحرياته الحرب على اليمن والسخط على النظام السعودي والإماراتي وعلى سياسة الرئيس الأمريكي وإدارته وهو ما شكل أخيرا ضغطا على دول العدوان الإماراتي السعودي الأمريكي على الحرب في اليمن وجرائمه بقتله للشعب اليمني وكذا قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي أخذ حيزا كبيرا لدى شعوب ومؤسسات الدول الأوروبية ومنها الولايات المتحدة الأمريكية الذي فضح الدعم الأمريكي وممارسة الرئيس ترامب في علاقته الخارجية في دعم دول وأنظمة تمارس القتل والإبادة واضطهاد شعوبها وقتل الصحفيين والذي يعد مخالفة للدستور الأمريكي وذلك أجبر أمريكا ودول أوروبا إدانة الحرب في اليمن للتخفيف من ضغط شعوبها ومن وسائل الإعلام العالمية المختلفة التي باتت تتحدث عن فساد النظام السعودي والإماراتي وقتل المدنيين في اليمن وعلى الأوضاع الإنسانية والمجاعة التي يعيشها اليمنيون نتيجة للعدوان والحرب والحصار الذي يعيشه الشعب اليمني الذي دفعها للقيام بالدعوة إلى إيقاف الحرب في اليمن ودعوة اليمنيين على التفاهم والجلوس والحوار على الحل السلمي وذلك بغرض امتصاص غضب وسخط منتقدي أمريكا ودول العدوان كما يبدو لا بغية الحل في اليمن وكان قد وصل مبعوث الأمين العام لليمن غريفيت إلى صنعاء لينقل الوفد الوطني على طائرته الخاصة إلى السويد للقاء بوفد حكومة الرياض وسبق قبل مغادرة المبعوث الأممي والوفد الوطني مغادرة طائرة من مطار صنعاء توجهت إلى سلطنة عمان تحمل خمسين جريح من ضحايا العدوان وخمسين مرافقا لهم كل هذا قد يكون بأسباب ما تواجهه دول العدوان من ضغوطات شعبية وسياسية وإعلامية أوروبية يراد به امتصاص غضب تلك القوى والهيئات السياسية والإعلامية ليس إلا وستظهر حقيقة تلك النوايا بالحل السلمي في اليمن وجدية المجتمع الدولي عندما نرى نتائج اللقاء التشاوري بين اليمنيين الذين جاءو من وفد صنعاء والذين أتو من الرياض.
وعلى كل حال يجب على اليمنيين أن لا يركنوا أو يعولوا كثيرا على الأصوات التي ارتفعت في أمريكا وأوروبا فمجلس النواب والشيوخ الأمريكي والأمريكيين لن يعملوا إلا لمصالح أمريكا وكذا دول أوروبا والحكام العرب هم عبارة عن موظفين لدى البيت الأبيض ومنهم عبدربه وحكومته لا يملكون قرارا للحل في اليمن , والحل أن في مزيد من صمود اليمنيين واستعدادهم لمواجهة العدوان وأن لا يغتر بعض اليمنيين من القوى والأحزاب والمكونات السياسية الرافضة للعدوان الصامدة في دعمها لوحدة الجبهة الداخلية ورفد جبهات القتال بالمال والرجال خلال سنوات العدوان والحصار بما تحقق من مكاسب سياسية وعسكرية على الأرض لتغير من سياستها لتتخلى عن حلفائها وتنفرد بالحوار والرأي ركونا إلى الحل السياسي الذي ترى وتتصور أنه قريب ويمكنها أن تحققه منفردة طمعا في المكاسب السياسية والانفراد بتقاسم الحكم والسلطة لقوى محددة وإقصاء بعض حلفائها بعد إيقاف الحرب وذلك ما يجب فيه إعادة النظر وتقييم الوضع بمسؤولية سياسية ووطنية تحافظ على وحدة الصف والحفاظ على تحالفاتها والتمسك بحلفائها السياسيين لتعمل معا وسويا على المزيد من عوامل توحيد الجبهة الداخلية وتسخير كل الطاقات والإمكانيات لدعم جبهات القتال والتوجه نحو مزيد من العمل المسؤول لمختلف أجهزة الدولة وتصحيح عوامل الفساد ومحاربة الفاسدين وحل القضايا اليومية للمواطنين وتوسيع عملية الحوار بين مختلف القوى والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني ورؤساء القبائل والعشائر وأصحاب الفضيلة العلماء والخطباء والمرشدين والأكاديميين والمعلمين والإعلاميين وكل وجهاء المجتمع وشرفائه للعمل معا وسويا كفريق عمل واحد في ذه المرحلة أكثر من أي وقت مضى يجب الاستعداد لتعزيز وتماسك الجبهة الداخلية وإقامة الندوات والمحاضرات التي تنشر الوعي والسياسي والإعلامي والاقتصادي والتعريف بآثار العدوان وإعلام المجتمع بأطماعه وأهدافه وتدعوا المجتمع والشعب اليمني إلى ضرورة تفعيل دور الخطباء والمرشدين ووسائل الإعلام المختلفة المقروأة والمرأية والمسموعة التي توعي المجتمع بضرورة وحدة الصف ودعم جبهات القتال بالمال والرجال حتى يتحقق النصر على المحتل الأمريكي ويرحل كما رحل المحتل البريطاني من قبل ومن قبله كثير من الدول التي غامرت بالاحتلال والعدوان على بلادنا وشعبنا اليمني وخرجت صاغرة مندحرة ذليلة .
نقول لوفدنا إنكم رسل سلام تدعون للسلام وإلى ايقاف قتل الشعب اليمني ورفع الحصار عنه , وهذه دعوة مشروعة وعادلة ونقول لليمنيين في حكومة الرياض مهما تكن الخلافات فاليمنيون إخوة ومهما اختلفوا حتما سيتصالحون وسيحاسب الله كلا على عمله ويجزيه خيرا كان أو شر , وسيسجل التاريخ حاضر ما يجري للأجيال اليمنية والعربية وللمجتمع الإنساني واقع العدوان والحرب والتجويع والحصار الذي تحرمه كل الشرائع السماوية والقسيسين والرهبان والأعراف والعهود والاتفاقيات والقوانين الدولية وأحلته دول العدوان من العرب الذين فجروا في خصومتهم ولم يراعوا حقوق الجوار وروابط الدين والدم والنسب ,والدول الأجنبية التي أنكرت حقوق الإنسان وحقه في المواثيق والقوانين الدولية ومنها ميثاق الامم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان .
اليمنيون جميعا في الخارج والداخل مدعوون إلى رص الصفوف وتوحيدها لينتصر اليمنيون وقد انتصروا أربعة أعوام وسينتصرون على أمريكا وأذنابها كما انتصروا بالأمس على بريطانيا العظمى.
وليسلم الجميع بأن قوى العدوان لن تسلم بالحوار اليمني والحل السلمي الذي توافق علبه اليمنيون مرتين في صنعاء والكويت وقال بن عمر المبعوث الدولي في شهادته التي أحاط ها مجلس الامن : اليمنيون كانوا قاب قوسن أو أدنى من الحل لولا التدخل العسكري الخارجي لدول العدوان ما يعني ان دول العدوان تراهن على الحسم العسكري على غرار الغزو الأمريكي البريطاني للعراق لتأتي بناظرة تحكم اليمن من لديها ولا تريد الحل السلمي بين اليمنيين لأن الحوار والحل السلمي سيعيد كل القوى السياسية للمشاركة في الحكم وهذا يعني أن خصوم دول العدوان من القوى السياسية الوطنية الموجودة داخل الوطن والصامدة ضد العدوان ستبقى وستشارك في الحكم بقوة فهي سلطة الأمر الواقع الموجودة على الأرض وهذا ما سيجعل دول العدوان تراهن وتراهن وتراهن على الحسم العسكري وهو ما يحتم على كل القوى كما أشرنا آنفا وفي مقدمتهم انصار الله وحلفائهم والمؤتمر وحلفائه مع بذل الجهود في استقطاب بقية القوى والتنظيمات السياسية الصامتة والمحايدة من خلال محاورتها ودعوتها للمشاركة وإشراكها في الحوار وفي اجهزة الدولة والحكومة ممثلة بالمجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني حاليا وفي أي تسوية سياسية لمرحلة انتقالية من منطلق القناعة والتسليم بان اليمن تتسع لكل اليمنيين وأنه لا يمكن لطرف ان يقصي طرفا أو يمكن لأي طرف من الأطراف حكم اليمن منفردا عن بقية الأطراف السياسية .
هذه قراءاتي للمشهد الوطني والسياسي ووجهة نظري وشكرا
حفظ الله اليمن ووحد صفوف اليمنيين وألهمهم رشدهم وتقواهم ووفقهم لما يحبه ويرضى في دينهم ودنياهم وآخرتهم ورحم الله شهداء اليمن وشفى جرحاهم وفك أسراهم وثبت أقدام أبطال القوات المسلحة واللجان الشعبية الصامدون في ميادين العزة وكل جبهات القتال لرد العدوان وحماية الأرض والعرض والسيادة والكرامة والاستقلال , ولأعداء اليمن من الله الذل والخزي والعار والله حسبنا ونعم الوكيل ؛؛؛
وزير الدولة بحكومة الأنقاذ الوطني
Print Friendly, PDF & Email