تزداد أفراح شعبنا بأعياد ثورته الخالدة توهجاً بالانتصارات والانجازات والتحولات الكبرى التي تحققت وتتحقق على امتداد مساحة وطن الـ22 من مايو العظيم ومع احتفالاتنا بالعيد الـ47 للثورة اليمنية 26 سبتمبر والعيد الـ46 لـ14 أكتوبر، نكون قد انتقلنا إلى مرحلة مهمة على طريق بناء اليمن الجديد الموحد والديمقراطي المتقدم والمزدهر..
ورغم الصعوبات والتحديات الموضوعية والذاتية، فإن الوطن يمضي بخطى متسارعة صوب الغد الوضاء مستلهماً من انتصارات ثورته المباركة في كل المنعطفات التاريخية التي مرت بها وهي أخطار حقيقية لا وجه للمقارنة بينها وبين ما تثيره بعض العناصر من فتن وما تشعله من دسائس ومؤامرات كلها ستبوء بالفشل.. أما الوطن وثورته ووحدته فسيخرج أقوى وأصلب مما كان، وعلى أولئك المراهنين إعادة قراءة التاريخ ليستوعبوا أن ما يقومون به ليس إلا حرثاً في بحر ومحض سراب وقبضاً للريح، فالشدائد والمحن التي لا تكسر تقوّي.. وهذا ما لم يفهمه بقايا الماضي الامامي والسلاطيني.. لأن مصالحهم الشخصية والحزبية الانانية الضيقة قد أعمت بصائرهم عن فهم الامور كما هي في الواقع وليس كما تصورها أوهامهم المريضة.. ولم يعوا أن الثورة والجمهورية والوحدة وجدت لتبقى وتنتصر وتخلد لأنها تجسد ارادة شعب ذاق مرارة القهر والجور والطغيان وعاش ويلات الفقر والجهل والحرمان ومآسي الفرقة والتمزق وتاق للحرية وقدم من أجلها الغالي والنفيس..
ولذا يستحيل العودة الى أزمنة الكهنوت الإمامي وخرافة استعلائه السلالي العنصري أو إلى نير المستعمر وأعوانه أو كبت وقمع الحكم البوليسي الشمولي وحروبه وصراعاته الدموية..
إننا على يقين أن المراهنة على فتنة عناصر عصابة التمرد الإرهابية والعنصرية في بعض مناطق محافظة صعدة أو على ما يسمونه بالحراك الجنوبي هي مراهنة خاسرة، لأن شعبنا الذي يقف على عتبات عقد ثورته الخامس، أصبح وعيه اليوم لا وجه لمقارنته بما كان عليه قبل قيام ثورته (26 سبتمبر، و14 أكتوبر) مطلع ستينات القرن الماضي وقبل استعادة وحدته المباركة في 22 مايو 1990م.. فهو وأبناؤه من أبطال مؤسسته الكبرى القوات المسلحة والأمن أكثر قوة ويقظة وجاهزية لاسقاط كل المشاريع التي تحاول المساس بأمنه واستقراره والنيل من مكتسبات ثورته وانجازات وحدته وفي الصدارة الجمهورية والوحدة والديمقراطية..
وهي مناسبة لنؤكد أن الحكومة ستبذل قصارى جهدها من أجل مواصلة مسيرة البناء والإصلاحات والمضي بترجمة البرنامج الانتخابي لفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام وما تضمنه من أولويات مهمة وإستراتيجية من شأنها إضافة أرصدة جديدة لانجازات الثورة اليمنية المباركة..
كما نؤكد على أننا وفي إطار توجهاتنا القادمة سنواصل تجفيف منابع الفساد بما في ذلك وقف المفسدين الذين يحاول عبثاً تمزيق جيل الثورة والوحدة من خلال تبني خطط وبرامج فاعلة على المستوى القريب لإفشال كل محاولات أولئك الواهمين الذين يسعون لتنفيذ أجندة خارجية على حساب الدم اليمني المقدس..
وفي الوقت ذاته لن تقف الحكومة مكتوفة الأيدي أمام كل من يحاول المساس بالسيادة الوطنية وسنتخذ القرارات الحاسمة بحق كل من تورط في الشأن الداخلي لبلادنا.
وخلاصة القول إن الثورة والجمهورية والوحدة منتصرون لأنهم خيار المستقبل المشرق المفعم بالتطلعات والآمال الكبار في مواجهة خيار الماضي المتخلف.. والتاريخ لا يعود الى الوراء، فهنيئاً لشعبنا اليمني العظيم احتفالاته اليوم بعيده الـ47 لثورته الخالدة 26 سبتمبر.
وكل عام والوطن ينعم بالأمن والاستقرار والرقي والعزة والازدهار.
*رئيس مجلس الوزراء
*افتتاحية صحيفة الميثاق