|
|
|
|
|
الزنداني، خصم متطرف لثورة مدنية
بقلم/ كاتب/ماجد المذحجي
نشر منذ: 13 سنة و 4 أشهر و 6 أيام الجمعة 15 يوليو-تموز 2011 09:57 م
تموضع الشيخ عبدالمجيد الزنداني باستمرار في قلب المعركة المضادة لأي مشروع تحديثي في اليمن، شكل ذلك ارثه الأهم، إلى جوار اساطيره الطبية في معالجة الامراض المستعصية! حيث برز باستمرار كحامل لواء الاصالة والتمسك بالدين في مواجهة الشيوعين سابقا والتغريبين العلمانيين حالياً، ليستعيد الان وبكفاءة ارثه التعبوي ضد الحلم اليمني الجديد، الذي اتى على حامل هذه الثورة الشعبية السلمية، بدولة مدنية تضمن حقوق كافة اليمنيين بدون تمييز.
يثير الزنداني مخاوف اطراف عدة في اليمن وخارجها، ترى فيه الصورة المتطرفة التي قد تمضي لها البلاد بعد هذه الثورة، يتغذى ذلك من تاريخ ملتبس كان فيه ذو موقع "رعائي" للجماعات الجهادية في افغانستان وصولاً إلى القاعدة، وذو صله بمستوى ما بنشاطات الجماعات المتطرفة في اليمن التي كانت فاعلاً في اعمال القتل اثناء الفترة الانتقالية بعد الوحدة، وصولاً إلى كونه وجهاً بارزاً في الحشد والتهييج اثناء المشاركة في حرب صيف 1994، ناهيك عن أنه وجامعته اسمان يترددان باستمرار في أي تحقيق أو معلومات متصله بعملية ارهابية تحدث في اليمن منذ اغتيال القيادي الاشتراكي جارالله عمر وقتل الاطباء الامريكان في جبله وغيرها.
لقد انتزع الزنداني مؤخرا اقدامه بصعوبة من قلب التحالفات السلطوية الصلبة التي احتمى بها دوماً ليضعها على ارضية الحدث الثوري الان، متخليا بقلق عن امتيازات الامان والنفوذ التي كفلها كونه احد اهم روافد "الشرعنة" الدينية لاستبداد صالح طوال عقود، وذلك ضمن تقدير برجماتي لرجل ادرك تبدلات السياسه والولاء، وادرك أيضاً وجود صيغة يمنية جديدة تتبلور خارج السياق الذي هو فيه وعليه ان يشارك بها ويضمن امانه في وسطها وان يكبح جماحها ان شطت بعيداً عن "شرع الله" الذي هو ضامن وحيد لتفسيره والمؤتمن عليه كعالم دون غيره!
اعتمد الزنداني دوماً على كونه الذراع المقدسة في مواجهة خصوم النظام وفزاعته في مواجهة غرب قلق من التحالفات "الارهابية" للسلطة، انها منافع متبادلة مع نظام صالح التي شكلت قاعدة ضمانته في مواجهة مطالبة دولية مستمره به وخصوم محليين كثر تضرروا منه، ولقد قاوم الزنداني باستمرار أي محاولات لتجريده من امتيازات السلطة وحضنها، وخاض لذلك معارك متعدده حتى مع حزبه ليقف في اخر انتخابات رئاسية مثلاً في صف صالح دون أن يأبه لكونه خرج في ذلك عن الجماعة، أي جماعته الحزبية، مطمئنا لكون خطوة تلك هي الانفع وان لم تكن الاتقى! وهكذا كرس صورته كخصم شرس لأي محاولة لتطوير اليمن وتمدينها.
يدرك الزنداني جيداً أن الحديث، والمضي بشكل فعلي، باتجاه إنجاز مشروع دولة مدنية في اليمن يعني بشكل مباشر إنتزاعه من موقعه كشخص غير مُساءل، ووضع تاريخه وسلوكه ومايقوم به، أو قام به، تحت النظر العام، وتفقده ضمانات المساواة بين اليمنيين التي تقدمها الدولة المدنية امتيازه كواهب للافضلية الدينية بين اليمنيين ومكرسا للانقسام الطائفي بينهم ضمن ادوار بعضها اصيل وإيديولوجي ينتمي إلى مايؤمن به وبعضها نفعي وفي خدمة السلطة كما حدث في صعدة وغيرها.
مؤخراً صدر الزنداني نجله محمد في الواجهة نيابة عنه كوريث اصيل لمشروعه، يخوض معارك والده المقدسة نيابة عنه وبذات الادوات، فالزنداني الابن ايضاً ضليع في المعالجة الطبية للامراض المستعصية، وهو يتدرج في الصدارة كمرجعية شرعية دينية واصبح الان رئيس قسم الفقه في جامعة الايمان! وكما تصدر الزنداني الحملة المضادة و"التكفيرية" لدستور الوحدة ومجلس رئاستها قبل أن يصبح عضوا فيه لاحقاً، يخوض نجله محمد الحملة المناهضة لمشروع الدولة المدنية الذي حملت رايته هذه الثورة ضمن أهم اهدافها، حيث شن هجوما عبر شبكة الفيس بوك يستهدف تقويض الاجماع حول الدولة المدنية، ووضع الامر ضمن مفاضلة بين الابيض والاسود يصبح فيه الخيار المدني نقيضاً للاسلام، وصولا بالامر ضمناً بأن الصلاة تحت راية الدولة المدنية في الجمعة الاخيرة هي صلاة تحت راية باطلة!
يشعر الكثيرين بالقلق على مصير ثورة مدنية يتصدر في واجهتها شيخ متطرف ينتمي خطابه وجملته إلى الماضي السيء لهذا البلاد، تاريخ الانقسامات والتحريض والوجه الارهابي لليمن، ويريد أن يلوي عنق هذه الثورة نحو وجهة سوداء تتأكد فيها مخاوف العالم من ان تقود هذه الثورة نحو "طلبنة" اليمن وتحولها إلى قاعدة جديدة للارهاب الدولي، وبالتأكيد مالم يتوارى هذا الرجل وخطابة في الصفوف الخلفية فإن المخاوف الدولية على مصير اليمن ستظل تتغذى باستمرار وسيعاق بالفعل أي تعاطف او دعم من قبلها. |
|
|
|
|
|
|
|