|
|
|
|
|
الذين يقدسون الحمدي :
بقلم/ بقلم /محمد ناجي احمد
نشر منذ: 12 سنة و 5 أشهر و 14 يوماً الإثنين 18 يونيو-حزيران 2012 11:31 م
عظمة الرجل أنه تحرر من شروطه الموضوعية ،وموجهاته... كان قبل الثورة يعمل مع ابيه في القضاء ضمن الولاء للامام أحمد ،تماما كما كان السلال قائدا للحرس الملكي مشرفا على التعذيب والتحقيق مع من اطلقوا النار على الامام أحمد في الحديدة عام 1961م ،وإلى جواره الاستاذ أحمد محمد الشامي ،فصرخات اللقية والعلفي كانت بسبب الجلد الذي يتوالى عليهما وبقية المعتقلين بإشراف الشامي والسلال !كان الحمدي قد التحق بكلية الطيران لمدة ستة أشهر ثم تركها ملتحقا بالعمل مع ابيه ،وبعد الثورة حين تم اعتقالهما هو وأبيه ،جاء يحي المتوكل بما له من نفوذ وصلات مع السلال ومع الشيح عبد الله بن حسين الأحمر ،وأطلق سراحه ،والمتوكل يحي كان شديد الالتصاق بحلف الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر ومجاهد أبو شوارب ،وسنان أبو لحوم ،حتى أنني أستطيع أن اقول ان الهاشمية السياسية لم تعد تكتلا عرقيا وفكريا بعد سبتمبر بقدر ما اصبحت حالة فردية تصطف هنا أو هناك في ضفاف الصراع !_أعود إلى موضوع الحمدي "إبراهيم محمد صالح الحمدي "فبعد خروجه من السجن انظم إلى جبهة ثلا ،ثم بعدها اخذ دورة تدريبية في الكلية الحربية لمدة شهر ليستعيد معلوماته العسكرية ،ثم يعود إلى جبهة ثلا كوكبان ليصبح أهم شخصية مواجهة للملكية هناك ...بعد ذلك الرجل كان سكرتيرا ،ثم مديرالمكتب القائد العام حسن العمري ،والقائد العام حسن العمري هو من عمل ابتداء من احداث مارس1968م ، في الحديدة ،وإلى جواره محافظ محافظة الحديدة الشيخ سنان أبو لحوم -على تحريك الخلاف بخصوص السلاح الصيني ثم السوفيتي - وعلى هدم أهم القوات التي عملت مصر على بنائها ورعايتها كي تكون لبنة الجيش اليمني !حين أمر المدرعات والعاصفة وغيرها من القوات التابعة له ،على قصف مقر قوات الصاعقة والمظلات بالسلاح السو فيتي الذي استولوا عليه بالحديدة ،وكان إلى جوارهم حلفهم مع القبيلة السياسية ممثلة مع اهم مشايخها ،من امثال الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر والمطري ،والقوسي وسنان أبو لحوم والرويشان وغيرهم ...وكان الحمدي وقتها ،والغشمي ضمن جبهة حسن العمري !
لقد أخطأ حسن العمري حين تخلص من قوات الصاعقة والمظلات ،لأنه بذلك سلم نفسه للقبيلة السياسية ،كي تعبث به وتعمل على التخلص منه في القريب العاجل !لقد كان العمري من حيث ضربه لقوات الصاعقة والمظلات والمقاومة الشعبية شبيها بعلي عبد الله صالح ،حين عمل الأخير على تصفية الناصريين بداية حكمه ،ثم الموافقة على تصفية الاشتراكيين كشركاء في دولة الوحدة عام 1994م ،فإذا كان حسن العمري قد فقد ذراعه الوطنية في أحداث أغسطس ،بعد تصفية عبد الرقيب عبد الوهاب وصحبه ،فإن علي عبد الله صالح قد فقد ذراعيه بإضعافه للناصريين والاشتراكيين ،وإخراجهم من ملعب السياسة ،فهو بذلك أخرج نفسه من الحكم ،ليصبح ضعيفا أمام نفس القوى التي عملت على التآمر ضد حسن العمري ...
وبالنسبة لابراهيم الحمدي فلقد كانت روعة هذا الرجل أنه جاء إلى الحكم بناء على توافقات القبيلة السياسية والسعودية ،لكنه انتصر لمشروع الدولة الحديثة ،والخطة الخمسية ،والتعاونيات ،وابناء تعز وإب والحديدة ومدينة صنعاء ،فكانت نهايته القتل !لقد غامر الحمدي بمساحة تتجاوز مسألة الخلاف باتجاه دولة قوية تهدد وجود ونفوذ الأقيال ،وتشعر الجاره السعودية بالخطر ،فكانت نهايه القتل !لكن العمري وعلي عبدالله صالح ،كان سقف طموحهم أكثر واقعية ،وإن امتلكوا قدرا من التمايز مع القبيلة السياسية ،والانتصار للقوات المسلحة كمؤسسة مختلفة عن القبيلة لهذا كانت تصفيتهما بالابعاد عن الحكم ...
لنتأمل في القوى التي عملت على نفي العمري و تصفية الحمدي ،سنجدها تتمثل بالاقطاع العسكري ،والفرقة الأولى هي امتداد للمدرعات ،مع سمة إخوانية زحفت عليها خلال عقود حكم علي عبد الله صالح،والقبيلة السياسية ،والإخوان المسلمين كعنصرمتميز وممتزج مع القبيلة السياسية والاقطاع العسكري،وهؤلاء هم الذين تخلصوا من ابراهيم محمد صالح الحمدي ... |
|
|
|
|
|
|
|