|
|
|
|
|
لاتبخسوا الحوار حقه!!
بقلم/ كاتب/انور نعمان راجح
نشر منذ: 14 سنة و 8 أشهر و 15 يوماً الثلاثاء 23 فبراير-شباط 2010 06:11 م
مع الحوار إذا غاب الحوار وضده إذا حضر، هذه آخر صيغة للعلاقة بين الأحزاب والحوار السياسي الشامل الذي ظل معروضاً ومطروحاً طيلة الفترة الماضية وهو بذاته يستجدي المحاورين ليمسكوا به من أجل أنفسهم لا من أجله.. أحسب أن الحوار لم يزل مطروحاً كخيار هو الأنسب والأفضل من كل ماعداه من الخيارات، لكن من المهم أن نقول إن الحوار قد أخجل من أطراف عدة حين ظل يداريهم لفترة ليست بالقصيرة علهم إليه يلتفتون وتحول جراء طول المدة التي كان فيها ماداً يديه وحباله للجميع إلى متسول يُقال له (الله يعطيك من فضله) كما يقال لمن يتسول لقمة عيشه تماماً.
وذهب البعض بعيداً في نظرته وتعاطيه مع الحوار المطروح كخيار ينفع الجميع فأثقل ذلك البعض كاهل الحوار بالشروط التي أخجلت الحوار ومن يحب الحوار، وهي شروط تجاوزت حدود المعقول في جوانب عديدة ووصلت في أحيان كثيرة إلى دوائر التعجيز وبدا في سياق الكلام أن هناك من لايعلم ماذا يريد من الحوار أصلاً؟ واتخذ منه - أي الحوار- سخرية على هيئة شروط واشتراطات لا أقول إنها قتلت فكرة الحوار نهائياً ،لأن هذه الفكرة لاتموت بالتعنت والشروط وعدم الفهم ومايمكن أن يحدث هو تأخر لحظة البداية ، لحظة الجلوس على طاولة الحوار أو في قاعة الحوار، والتأخير بحد ذاته ليس محموداً ولاخير فيه في هذه الحالة لأن المؤمل من الاتفاق إن حدث أو التوافق إن تم هو خدمة مصالح البلد وأهله وحل مشكلاته الراهنة المستعجلة والكثير منها لايقبل بالتأجيل أو التأخير وهذا ما أجمع ويجمع عليه الكل، لكن السياسة والمصالح والمواقف الشخصية لاتحكمها الأخلاق الحميدة في أوقات عديدة، والاستغلال واغتنام الفرص التي يظن أصحابها أنها تخدم مواقفهم وتقوي شوكتهم هي جزء كبير من قبح الأخلاق، واستغلال ليس في محله بالتأكيد يندرج ضمن الفساد الأخلاقي الذي يؤثر على السياسة والمصالح والمواقف تأثيراً سلبياً ربما يقود إلى نتائج كارثية.
الحوار أغنية سهلة سمعناها من كل الألسن التي لها علاقة بالحوار أو لأصحابها علاقة بذلك وتقع عليهم مسئولية في إنجاح العملية الحوارية بعيداً عن المناورات التي لاتخدم حتى من يمارسها من باب الضغط والاستغلال والابتزاز في خاتمة المطاف.. وعندما فتح باب الحوار تراجعت الأصوات وأخذ أصحابها يسلكون طريقاً فيه الكثير من المنعطفات والمنحنيات التي يتعب السائر فيها قبل غيره، وفي الأخير وصلنا إلى نقطة تبادل الاتهامات حول اغلاق ذلك الباب.. الباب لم يُغلق في حقيقة الأمر ولايمكن لأحد أن يغلقه مهما كان الامر ومهما تكن الشروط سيئة ومواقف أصحابها سيئة وقبيحة وما على أصحاب الشروط والمواقف السيئة سوى مراجعة ماهم عليه من الأقوال والأفعال والمواقف وحينها سوف يتضح للجميع أن الباب - باب الحوار - لم يزل مفتوحاً على مصراعيه لكن ثمة آداباً لدخول الأبواب ينبغي الالتزام بها واحترامها أولاً والحوار لن يكون مجلساً لتقاسم المكاسب والفوائد المفترضة لكنه لحل تعقيدات المرحلة، وبالمناسبة هذه التعقيدات والأزمات هي من صنع البعض في الساحة الذين دحرجوا صخرتها ولم يستطيعوا بعد ذلك التحكم بها.. وفي خلاصة القول ماهو الحوار الذي أُغلق ومن الذي أغلقه؟ لعل الحديث عن حوار آخر غير معلن عنه..! |
|
|
|
|
|
|
|