|
|
|
|
|
برشلوني بغباره!
بقلم/ صحافي/احمد غراب
نشر منذ: 14 سنة و 6 أشهر و 25 يوماً الإثنين 12 إبريل-نيسان 2010 03:28 م
في بلد مثل اليمن ثلاثة أرباع سكانه من فئة الشباب ليس غريبا أن تكتشف أن عدد الذين يتابعون الدوري الإسباني لكرة القدم أضعاف أولئك المنشغلين بمعترك السياسة والاقتصاد. وتصل حماسة الشباب اليمني إلى حد أن تجد منهم من يطرح فكرة تشكيل حكومة وطنية بين برشلونة وريال مدريد، في حين لا تجد أي نوع من الحماس لدى هؤلاء للحديث عن تغيير أو تعديل حكومي يمني مرتقب.
بل إنك تجد هؤلاء الشباب وهم يسردون بالأرقام صفقات بيع اللاعبين في الأندية الإسبانية ومقدارها، وقضايا الرشاوى التي تطال بعض الأندية، وتاريخ كل لاعب وأصله وفصله وعاداته... في حين لا يبالون بسماع أي خبر عن قضايا الفساد التي تعج بها بلادنا.
لم أنم طوال ليلة أمس؛ فالشباب خرجوا إلى أكثر من شارع رئيسي للاحتفال بفوز برشلونة على ريال مدريد. ليس هذا فحسب، بل إن عشاق "البرشا" تطوعوا باستئجار "طاسات برع" وأخذوا يطوفون العاصمة وهم يهتفون بحياة ميسي وبيدرو...
وباعتباري أسكن في شارع تعز، الذي تسكنه غالبية برشلونية، فقد سارعت إلى "البرع" مع الذين "ابترعوا" فرحا ببرشلونة ونكاية بريال مدريد، وكأن لسان حالي يقول: "بين اخوتك برشا ولا وحدك ريال".
ما إن أفصحت عن جذوري البرشلونية حتى توالت رسائل الشباب على هاتفي يهنئونني بالفوز، وكأنني أنا وميسي عيال عم، فأرسل أحدهم هذه الرسالة: "قال أحد الحكماء: ما رأيت أتعس من أربعة: رجل يلبس القديم ولديه الجديد, رجل لديه المال ويطلب المزيد, رجل يريد الانتحار وعمره مديد... قيل ثم من؟ فـأطرق رأسه ودمعت عيناه وقال: رجل في هذا الكــون يشجع ريال مدريد".
وفي رسالة هاتفية ثانية كتب أحدهم: "للمدريديين فقط! بشرى سارة: كتاب: لا تحزن، لعايض القرني، بخمسة ريال فقط"...
ولا أخفيكم أنني أصبحت برشلونيا بغباره، لسببين:
الأول: أن ريال مدريد ذكَّرني بالريال اليمني، الذي لا يتوقف عن الهبوط، فضلا عن أنه "بياع القلعة"؛ إذا معه لاعب كويس يبيعه.
ثانيا: بعد قراءتي لتاريخ الصراع بين البرشا والريال منذ عام 1929 اكتشفت أن الريال نشأ نشأة ملكية، مدعوما بأصحاب النفوذ الذين كانوا يهددون الحكام؛ ويتردد أن لاعبي البرشا تعرضوا لتهديدات بالقتل عام 1943 عندما فازوا على "ريال" 3/ صفر. وفي زمان مضى لم يكن مسموحاً حتى بالكتابة عن برشلونة. وعن تلك الفترة كتب أحد المؤرخين: "هناك العديد من الموضوعات التي تشكل خطراً كبيراً في حالة الكتابة عنها، منها البارشا (برشلونة)".
|
|
|
|
|
|
|
|