|
مـن المقرر أن ينعقد خلال أبريل القادم اجتماع أصدقاء اليمن في المملكة المتحدة لمناقشة وإقرار سبل دعم الفترة الانتقالية الثانية من التجربة السياسية اليمنية، فضلاً عن التوقف أمام الصعوبات التي اعترضت انسيابية تدفق المساعدات المالية التي التزم بها المانحون خلال مؤتمري أصدقاء اليمن اللذين انعقدا في كل من (الرياض) و (نيويورك).
ومـن المعـروف أن الدول المانحة التي اعتمدت آلية لتدفق هذه المساعدات.. ومنها فتح مكاتب دبلوماسية معتمدة في صنعاء للإشراف على تنفيذ المشروعات ذات الصلة بأوجه تلك التمويلات الإقليمية والدولية وإشراف الصناديق المخصصة لهذه الغايات على هذا الإنفاق.. علـى الرغم من اعتماد هذه الآليات، إلاّ أن ثمة تقصيراً واضحاً في عدم وفاء بعض الدول والصناديق بالتعهدات التي التزمت بها تجاه معاناة اليمنيين والتي لم تقتصر على أحد أوجه التخلف الاقتصادي والاجتماعي وإنما امتدت لتشمل مختلف مناحي الحياة وتحديداً منذ أزمة عام 2011 وحتى الآن.
ومن باب الإنصاف الإشارة إلى أن أحد مكامن القصور في التمكين من هذه التمويلات ، إنما يـرجع – كذلك – إلى سلبية الأداء الحكومي والذي لم يستفد من تلك المساعدات في تنفيذ مشروعات البنى التحتية و الوفاء بالمتطلبات المتزايدة للسكان، حيث بدا واضحاً أن الحكومة وطيلة الفترة المنصرمة انشغلت بالهم السياسي أكثر من انشغالها بالهم المعيشي والتنموي لعموم اليمنيين وفي مختلف المناطق، الأمر الذي أدى بالنتيجة إلى تحفّظ بعض جهات التمويل في الوفاء بالتزاماتها تلك.
ولقد حان الوقت الآن لتفعيل هذه الآليات من خلال مؤتمر أصدقاء اليمن المرتقب، إذ تزداد أهمية حشد المزيد من هذه التمويلات خاصة مع توافق اليمنيين على وثيقة الحوار. . والبدء في الخطوات الإيجابية للاستفتاء على مشروع الدستور ومن ثم ترجمة مخرجات الحوار إلى وقائع عملية .. أقول حان الوقت لأن تضطلع هذه الحكومة أو المرتقبة بالتزاماتها الوطنية تجاه استحقاقات التنمية والعمل على استكمال انسيابية تدفق هذا الدعم غير المسبوق وتوظيف الرساميل في المشروعات الانمائية وبما يعـود نفعها مباشرة على فئات المجتمع وبما من شأنه كذلك تحقيق التنمية المنشودة والمستدامة.
ولاشك ، أن هذا الأمر يتطلب كذلك تضافر المزيد من الجهد الوطني وتعزيز التوافق ، خاصة وأن المرحلة لا تتحمل المزيد من المماحكات وإنما تتطلب التركيز على أولويات التنمية والتي سيكون لها الأثر الإيجابي على ترجمة واستيعاب مخرجات الحوار. كما أنها ستلقي بظلالها الإيجابية على مختلف جوانب الحياة الحرة والكريمة لجموع اليمنيين
في الأحد 02 مارس - آذار 2014 08:12:02 ص