عندما ينفرد الوحش بالفريسة
دكتور/د.عمر عبد العزيز
دكتور/د.عمر عبد العزيز
انتشار الفقر الأسود، المقرون بالرثاثة، يجعل بعض أولياء الأمور مُستجيبين رغماً عنهم لما يكرهونه، وهكذا يقبلون على مضض زواج بناتهم القاصرات على كهول مُجايلين لهم في العمر! .. بل إن بعض الفتيات يرين في استجابتهن لزواج غير متكافئ وسيلة لانتشال الأهل من الفقر المدقع، وبالتالي يسري في عقولهن شكل من أشكال البراغماتية النفعية الشعبوية. لكن تلك البراغماتية سرعان ما تنهار بمجرد ظفر الوحش بالفريسة المسكينة. 
النظام الأبوي البطرياركي في بيئة الجهل والفقر يجعل الأب سيد الكلمة وصاحب الرأي القاطع المانع.. بل إنه يتجاوز سنن الشريع في استشارة ابنته قبل تسليمها لزواج غير متكافئ. وقد لاحظ بعض المتابعين لهذه الظاهرة أن بعض الفتيات يهربن من بيوتهن لمجرد معرفة ما يتم التخطيط له من زواج ، ويذهبن بعيداً إلى محافظات نائية، بمقابل تبرؤ الأهل منهن، واعتبارهن في عداد الموتى، وهنَّ ما زلن على قيد الحياة، وذلك هرباً وتغطيةً للفضيحة الاجتماعية الناجمة عن كونهن غادرن منازلهن لمكان غير معلوم، وفي بعض الحالات يكون هذا الهروب مقروناً بزيجة اختيارية غير مُعلنة، تتم وقائعها الشرعية في إحدى محافظات اليمن البعيدة عن موقع سكنى الفتاة، كما أن بعض الهاربات يقعن فريسة الحاجة ليتم تسويقهن في سوق الدعارة العابرة للمحافظات، بعد تغيير أسمائهن. 
انتشار التعليم ووسائل الإعلام العصرية، وخاصة الفضائيات، ومواقع التواصل الاجتماعي، وشبكة الانترنت التي تقدم في اليمن بدائل متنوعة، أصبح لها دور كبير في التغيير الاجتماعي لدى الفتيات اللائي كُنَّ يقبعن في المنازل المغلقة، وحقول العمل الرعوي والزراعي القاسي في الأرياف، فيما تبلورت بيئة تفاعل افتراضي تُناجز الماضي ونواميسه القاسية. 
Omaraziz105@gmail.com 


في الثلاثاء 11 مارس - آذار 2014 08:37:57 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1028