شيخ الحراك
دكتور/د.عمر عبد العزيز
دكتور/د.عمر عبد العزيز

رحم الله المناضل الصديق الوفي فؤاد بأمطرف الذي دشن الكفاح ضد الظلم والمظالم من مدينة المكلا بحضرموت ، ومثل نموذجاً ساطعاً للمناضل الاشتراكي القابض على جمرة الحق والحقيقة ، وقد التقطت عنوان المقال من صديق عزيز، عليم بالشأن السياسي والمجتمعي اليمني ، ومجايل لكوكبة واسعة من الذين انخرطوا في العملية السياسية والمؤسسية في تجربة الجنوب لما قبل وحدة مايو ، وكان على مسافة دقيقة من حضور الراحل الرفيع فؤاد بامطرف ، وخاصة فيما يتعلق بتباشير المطالب السلمية الشعبية التي أنبجست بُعيد حرب 1994م، من المكلا ومدن حضرموت الساحل. يومها كان بامطرف لصيقاً للمشروع الوطني للحزب الاشتراكي اليمني ، وكان محايثاً بالمعاني الرائية لمناضلي الحزب أمثال الأستاذ علي صالح عباد مقبل ، والشهيد جار الله عمر ، وكان مصراً على إدارة المقاومة السلمية الجماهيرية في مدن الساحل الحضرمي ، فيما ظل على تلقائيته الأثيرة، وانتمائه العضوي للمعطى الجماهيري الطبيعي، حد التماهي التام، ليقدم مثالاً لنموذج الاشتراكي المغاير ، باعتبار أن منتسبي الحزب الاشتراكي تفرقوا بين مساقين اعتياديين لموائد المن والسلوى السامة ، ومنكفئين يائسين، مقيمين في مثالهم الماضي غير القادر على مناجزة التاريخ ونواميسه ، فيما كان فؤاد بامطرف وأمثاله من القابضين على جمرة الحق والحقيقة إلى يوم الدين، بمثابة النبراس الساطع لمعنى المشروع والرسالة معاً.

اليوم تتكاثر الضباء على مائدة الحراك النبيل للمطالب السلمية المشروعة ، وننسى في خضم هذا الهرج والمرج أن شيخ الحراك الجنوبي، بل مجترح الرافد المبكر للحراك الوطني الشامل، هو الراحل فؤاد بامطرف.. ذلك الذي كان على يقين إيماني بجدوى وضرورة مكافحة نمور الورق من المستأسدين بالسلاح والظلم . لكنه لم يكن داعية تنغيم مريب على وتر الجنوب ومظالمه، بل كان رائياً للمشروع الوطني الكبير .. مثله مثل الراحلين الكبار فيصل بن شملان وفرج بن غانم وجار الله عمر .

أكتب هذا المقال لتأكيد ما ذهبنا إليه في العنوان، وهو عنوان لا علاقة له بشيوخ الإفك والضلال ، ممن أفقدوا هذه الصفة مثابتها التاريخية العرفية، وقيمتها الجوهرية، وحولوها إلى مجرد تسول اعتيادي على مآدب اللئام المحليين والإقليميين ، بالترافق مع تغول مجرم بالسلاح والنهب والسلب.

فؤاد بامطرف وأمثاله، هم شيوخ المآثر والمناقب في يمن الظلم والظلام .. أما شيوخ الاستدعاء المخاتل للتسمية، فليس لهم من المعاني سوى ثقافة الموت المقرون بالنهب .

 

Omaraziz105@gmail.com


في السبت 15 مارس - آذار 2014 03:01:31 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1044