عن جدوى الكتابة وحرية المشاركة المثمرة
الاستاذ/حسن أحمد اللوزي -
الاستاذ/حسن أحمد اللوزي -
* في ظل الحرية والإيمان بها والعزم على استثمارها والذهاب بها للمدى البعيد يتحقق النجاح الكبير وتتواصل إبداعات الإنسان في كافة المجالات المادية والفكرية والمعنوية وتتقدم الحركة الإنسانية في الصراط المستقيم ذلكم الصراط الواضح الذي تحكمه المعقولية والموضوعية وتحقيق تميز الذات وجودة المنتجات وإضافة رصيد جديد لعطاء الإنسان !
وما يؤرق الكتاب اليوم ويقلقهم هو ذلكم الإحساس بعدم الجدوى من الكتابة ويتضاعف ذلك عندما تصدمهم الأسئلة المستنكرة من قبل البعض من اليائسين ! لمن تكتبون ؟؟ ومن الذي يقرأ لكم ؟؟ لا حياة لمن تنادي !!
نعم هذه واحدة من حالات المعانات الشائعة التي تلعب بمشاعر البعض وتقلبها في كل الاتجاهات وهي نافعة عند من يدرك بواعثها النفسية مع سبات الأحوال وتفاقم سوئها وتبعث على الاطمئنان مع كل خطوة إلى الأمام ورفض التململ والمراوحة في مكان جديب ومظلم خاصة وأن أولئك الذين يكررون الأسئلة - وهم قلة قليلة - يقفون على حافة اليأس من أنفسهم ومن الحياة من حولهم وجدواها وفائدة ما يفعل وما يكتب وما تتكرر به الوعود المتيبسة في الأغصان الضامرة وخاصة بالنسبة للأوضاع الأمنية والاقتصادية والظروف المعيشية للناس وكأنهم أيضاً يبحثون عن علاج ليأسهم وأضرار قلقهم وهناك لا شك بأن البعض مما نكتبه بحسن نية إنما (( يزيد الطين بلٍة )) كالفقرة المتعلقة بشأن الأمة العربية والإسلامية في هذه اليومية وكأنه شر لا بد منه أو استجابة لدعوة ((داوها بالتي كانت هي الداء)) غير إنني مازلت أمام موضوع الحرية والإيمان بها ولماذا نكتب ؟ ولمن نكتب ؟
ذلك أن التعبير الصادق والأمين والتعبير الحق لا يمكن أن يتوفر أو يتحقق بدون الحرية والالتزام بها إيمانا وممارسة وما كان للحضارة أن تقوم أية حضارة بدون حرية التعبير ولذلك كانت وتأبدت في مقدمة حقوق الإنسان وبدا حتميا بأن أعظم ما تستدعيه الكتابة بداهة هو الحرية فكانت كل تلك الإبداعات الإنسانية المذهلة الفكرية والفلسفية والعلمية والأدبية وأهم ما تستدعيه مهنة الصحافة هي الحرية و المسؤولية فلا نجاعة لأية مهنة بدون صدق وموضوعية ممارسة الحرية وتحمل المسؤولية فعلى هذه القاعدة الوطيدة تأسست الصحافة الحرة والمسؤولة وشقت طريقها في الخضم الاجتماعي والسياسي والثقافي والاقتصادي والأمني لتفرض نفسها كسلطة رابعة في المجتمعات الحديثة وبفضل من الثورات المتعاقبة الصناعية والتكنولوجية وتقنية المعلومات غدت الصحافة والمديا عموما السلطة الأولى الذكية في ظل العولمة!!!
وكما سبقت الإشارة في الأسبوع الماضي فإن المعول عليه ذاتيا وأخلاقيا ووطنيا هو في يقظة الضمير بالنسبة لكل حملة سلاح الكلمة ومدى احتكامهم إلى الرقابة الذاتية ويقظة الضمير فهي أفضل مليون مرة في هذا المجال من كل المواد القانونية التي تنص على محظورات النشر في الوسائل الإعلامية !!!
* ولابد أننا جميعا وأخص بالذات الحقل الصحفي والإعلامي عموما إنما نكتب ونواصل الكتابة من أجل الانتصار لحياتنا الحرة والكريمة ولنعش وجودنا المنتج والفاعل فيها ولنأخذ حقنا من متعة حرية المشاركة المثمرة كل بقدر استطاعته ومعرفته وقدرته على تحقيق إضافة نافعة في حياة القراء والتواصل معهم بعد أن صار ذلك هدفا مشتركا وفي جوهر الأمر لتحقيق الخدمة التي سخرت من أجلها وظيفة الصحافة والنشر والتواصل بل وتقديم العون المستطاع لشعب صادق الإيمان وافر الحكمة وعظيم الإنسانية أخذت تتفتح أمامه آفاق حياة متقدمة صارت تبشر بها مخرجات الحوار الوطني الشامل في وطن غال وعزيز لابد من أن يعمل الجميع وفي المقدمة حملة سلاح الكلمة وحراس الوعي الوطني المستنير وصناعه من أجل أن يظل مصانا بوحدته وبالأمن والاستقرار والسكينة العامة في خضم تاريخ وطني تبدعه الشراكة السياسية والمسؤولية الجماعية المتآلفة ويليق ببطولات الفداء وعظمة كل التضحيات الجسيمة ويزدان بترجمة قيم العدل وحقوق الإنسان ومبادئ الإخاء والمساواة وبما يصون الروح اليمنية الأصيلة روح الوفاق الوطني والاتفاق السياسي أعظم ما أثمرته التسوية السياسية وأفضل من يقود الحركة العقلانية اليمنية الجامعة.
* تأثير عدم الثقة لا يتوقف عند حد معين، إنه مثل الفعل الذي يستتبع رد الفعل ولكن ليس كما يقضي به القانون المعروف فقد يكون أضعافا مضاعفة وكذلك الثقة فإنها تتنامى في ذاتها ومع الغير وكل من حول الإنسان الواهب ثقته وبذلك تكون الثقة قوة جامعة لكل من هم أهل لها إنها تشد الأطراف التي تتمتع بها إلى بعضهم البعض وتزيدهم قوة أخذا وعطاء وتعزز من تماسكهم وتحفظ لكل واحد مكانته وتحترم دوره ومسؤولياته بل وتصقل كل مقومات الشراكة فيما بينهم إذا كانوا شركاء وتنمي من عطائهم ونجاحهم إذا كانوا في مرفق عمل واحد كما توثق العلاقة بين المرؤوس ورئيسه، على كل حال ليس هناك ماهو أغلى من الثقة فيما يهبه الإنسان في كل تعاملاته وليس أعظم منها في قياس النجاح والتفوق بداية من الثقة بالنفس وإطلاق العنان لحسن الظن!!!
آه ! ما أحوج قيادات الوطن السياسية الى الثقة الغالية وتبادلها فيما بينهم لو توفرت سخية وشاملة ولو بصورة ما هل كان المناخ السياسي في بلادنا على ماهو عليه من السوء والتبلد والتلبد والانحراف عن الصراط المستقيم إلا من عصمته الأخلاق الرفيعة لأن بذل الثقة من مكارم الأخلاق وواحدة من صفات الجود والكرم !
وهل تبقى الكتابة أكثر من رحلة كلامية ؟!
نشيد أحلامنا:-
،،،،،،،،،،،،،،،،،، 
أحلامنا ليست مشوهة الصور
أحلامنا صبح ترسمه القدر
لا الوهم يدركها ولا غسقُ الفكر
لا لن يطال نضوجها داءُ الخور
أحلامنا أرض لإخصاب المشيئة بالثمر
نبع جديد في التكون والتشكل والظفر
أحلامنا أحلام شعب مقتدر
خاض المعارك كلها.. وقد انتصر
صارت ملاحمه عبر
في سفر إبداع البشر


في الخميس 20 مارس - آذار 2014 09:22:57 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1065