|
الغدر كان ولايزال وسيظل السمة الطاغية لأي جريمة إرهابية تجري هنا وهناك سواء استهدفت قيادات أو أفراد أمن أو مقار ووسائل لوجستية أمنية...أمن عام ...أمن وطني سياسي أم أمن قومي أم وحدات عسكرية لها علاقة بحفظ الأمن أو حمايته أم استهدفت منشآت تنموية وخدمية وحيوية.
الإرهاب طال كوكبة من رجالات الأمن والجيش قيادات وأفراداً وأفرز خسارة كبيرة في ظل الاختلالات الأمنية.. الإرهاب شل أداء العديد من الأجهزة الخدمية والتنموية وألحق ضرراً فادحاً بالمجالات الاقتصادية والسياحية نتيجة الاختلالات الأمنية.
الإرهاب صار الغول المرعب في بلادنا وبلدان أخرى عشش وترعرع فيها بفعل الاختلالات الأمنية التي سادت المنظومات الأمنية جراء إفرازات ما أطلق عليه بثورات الربيع العربي الذي ولد حالات الانقسامات في معظم مجالات الحياة وتسبب نتيجة لذلك بتداعيات أمنية وجد فيها الإرهابيون ضالتهم وغايتهم لتنفيذ أجنداتهم الإجرامية والخبيثة ضد مسارات الحياة الآمنة للأوطان والشعوب وفي وجه أي نهج يسعى لإقامة المجتمعات المدنية الحديثة بمفهومها العادل.
إن البيئة الأمنية التي تتجاذبها الأجندات السياسية المتعددة والمتنوعة الرؤى والأفكار قد ولدت حالات وأجندات أمنية هشة إن لم تكن أدت إلى ترهل المفهوم الأمني السليم فإنها قد ولدت حالات من عدم الإحساس بحجم المسئوليات تجاه القضية الأمنية التي بفقدان مرتكزاتها وقواعدها صار الإرهابيون يصولون ويجولون ويتنقلون ويرتكبون جرائمهم هنا وهناك وبطرق ومستويات غاية في الدقة وجسيمة في الخسائر والنتائج.
الإرهاب المتصاعد والذي أجمع الناس على وصفه بأن لا وطن ولا دين ولا هدف محدد له أصبح اليوم آفة مرعبة ولاجتثاث هذه الآفة والقضاء عليها لابد من خطط جديرة بالتنفيذ سواء على المستوى الوطني.. أو المستوى الإقليمي...أو العالمي...والمسئولية في هذا السياق تبدأ برد الاعتبار اولاً للأداء الأمني وأول خطوة في هذا السياق الوقف الفوري للتداعيات الأمنية وإعادة بناء أو هيكلة المنظومة الأمنية بعيداً عن أي نزوات حزبية أو سياسية ووفق آلية تأخذ في أولوياتها معطيات الواقع الأمني ومتطلباته.. والإدراك أن أية معالجات آنية تظل محدودة التأثير.. وكذا الإدراك بأن إشراك المواطن إلى جانب أجهزة السلطة المحلية والتنفيذية من الضرورات اللازمة لنجاح أي خطط استراتيجية آنية أو مرحلية.
الإرهاب الذي صارت معظم دول العالم تعد كامل عدتها وعتادها وتجند كل الإمكانيات لمحاربته يستوجب منا جميعاً أن نسهم في لجمه ومحاربته وتجفيف منابعه وصولاً إلى وضع حد له ويجب أن يكون قضيتنا الوطنية الأولى ومن المهام الأساسية لبناء حياتنا واستقرارنا وأمن وطننا.
الإرهاب ناقوس خطره يدق في أسماعنا ويفتك بواقعنا ويحدث الضرر في حياتنا فما الذي ننتظر منه أكثر مما يفعل فلتتضافر الجهود الشعبية والرسمية وليكن شعارنا العملي في الحاضر و المستقبل وتركيزنا على محاربة الإرهاب بكل ما أوتينا من جهد وإمكانيات وقوة وتوحيد الجهود أفضل من بعثرتها وهذا الفعل الوطني والإنساني والحياتي...والله من وراء القصد.
في الجمعة 28 مارس - آذار 2014 11:04:40 ص