عن الإصلاحية المركزية بتعز
كاتب/محمد عبده سفيان
كاتب/محمد عبده سفيان
الإصلاحية المركزية في محافظة تعز تم إنشاؤها في الثمانينيات من القرن الماضي وحددت طاقتها الاستيعابية لعدد سبعمائة نزيل، ورغم مرور أكثر من ثلاثين عاماً على إنشائها إلا أنه لم يتم توسعتها ببناء عنابر جديدة لتستوعب الأعداد المتزايدة للنزلاء والذين يصل عددهم في الكثير من الأحيان إلى ألف وخمسمائة نزيل أي أكثر من ضعف العدد المحدد، وهو ما يشكل عبئاً كبيراً على إدارة الإصلاحية سواءً من حيث القدرة الاستيعابية للنزلاء وتصنيفهم بحسب القضايا المسجونين على ذمتها أو من حيث توفير الخدمات اللازمة لهم «الغذاء ـ المياه ـ الخدمات الصحية» أو من حيث الميزانية التشغيلية المعتمدة للإصلاحية والمحددة شهرياً بمبلغ خمسمائة ألف ريال والتي يذهب الجزء الأكبر منها لشراء الديزل والزيت والصيانة للماطور الكهربائي الخاص بالإصلاحية، خصوصاً منذ أن ازدادت الإطفاءات الكهربائية بسبب الاعتداءات المتكررة على أبراج وخطوط نقل الطاقة الكهربائية من المحطة الغازية في مأرب. 
ضف إلى ذلك قيمة البترول والزيوت والإطارات والصيانة للسيارات التابعة للإصلاحية والصيانة لأنابيب المياه وشراء الحنفيات ولمبات الإضاءة والمكافأة لأفراد حماية مبنى الإصلاحية والأطقم التي يتم استدعاؤها لمرافقة المساجين الذين يتم نقلهم إلى المحاكم لحضور جلسات محاكمتهم. 
ـ ليست هذه فقط معاناة الإصلاحية المركزية بتعز.. فهناك معاناة أخرى ومنها مشكلة الصرف الصحي للإصلاحية، حيث يصب في حوضين كبيرين مكشوفين أحدهما داخل الإصلاحية في الجهة الجنوبية مقابل المسجد والورشة «المغلقة» والحوض الآخر خارج السور وهو امتداد للحوض الأول، حيث يشكلان كارثة بيئية ليس على نزلاء الإصلاحية وحسب، بل وعلى المنازل المجاورة، كما أنهما سيتسببان في انهيار سور مبنى الإصلاحية الفاصل بينهما خصوصاً وأنه أتضح أن بناء السور لم يكن بالمستوى المطلوب من المتانة، حيث أظهر انهيار جزء منه في الجهة الجنوبية الغربية مدى هشاشة الأساس الذي أقيم عليه سور مبنى الإصلاحية، ولذلك فإنه يتوجب سرعة العمل على إيجاد الحلول الناجعة لحوضي الصرف الصحي قبل أن تقع الكارثة وينهار السور والذي سيؤدي انهياره إلى إلحاق أضرار كبيرة بالمنازل المجاورة للإصلاحية. 
كما أنه لا يوجد مبنى لإدارة الإصلاحية ولذلك فإنه يجب العمل على إيجاد مبنى مناسب للإدارة، حيث لا توجد سوى غرفة واحدة مخصصة يتم استخدامها من قبل أعضاء النيابات للتحقيق مع المتهمين الذين يتم إيداعهم في الإصلاحية على ذمة قضايا منظورة لدى النيابات وتتطلب التحفظ عليهم في مكانٍ آمن.. ويجب أيضاً إنشاء مركز طبي أو على الأقل عيادة طبية متكاملة لتقديم الخدمات الصحية اللازمة لنزلاء الإصلاحية . 
والضرورة تقتضي إعادة النظر في الميزانية التشغيلية، وكذا الاستفادة من الورشة الموجودة داخل الإصلاحية في تشغيل النزلاء المحكوم عليهم بسنوات عدة في مهن يستفيدون منها في توفير لقمة العيش الشريفة بعد خروجهم من السجن وخصوصاً في مجالات النجارة والحدادة. 


في الإثنين 07 إبريل-نيسان 2014 08:37:04 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1113