دور المرأة في اليمن الجديد
كاتبة/نادية عبدالعزيز السقاف
كاتبة/نادية عبدالعزيز السقاف


عدت قبل أيام قليلة من مدينة نيويورك، حيث كنت أشارك في مؤتمر سنوي عالمي للمرأة بعنوان «النساء في العالم».
تُنَظِّم هذا المؤتمر إعلامية أمريكية بارزة اسمها «تينا براون» والتي تركت الإعلام بعد سنين طويلة لكي تركز على شئون المرأة وقضاياها أينما وجدت.
هذا العام شاركت لأول مرة في هذا المؤتمر السنوي في جلسة عن أحوال المرأة بعد الربيع العربي بمعية ثلاث متحدثات أخريات من مصر، ليبيا ،والعراق.
أجزُم أن العالم اندهش من تجربة المرأة اليمنية بالذات، لأن الانطباع السائد أن المرأة العربية وبالذات اليمنية مضطهدة ولا حول لها ولا قوة.
انبهروا عندما حدثتهم عن نجاحنا السياسي في المرحلة الانتقالية وعن مؤتمر الحوار الوطني والحقوق التي استطاعت المرأة أن تُعمدها في وثيقة مؤتمر الحوار بما فيها حصة 30 % في الحكومة والمواقع الانتخابية والتي سوف تجد طريقها إلى الدستور لا محالة.
وفي نفس الوقت أتيحت لي الفرصة أن أتعرف على قصص وقضايا النساء من مختلف بلاد العالم، سواء في أسيا أو أوروبا الشرقية أو أمريكا اللاتينية وحتى الغرب المتقدم بما فيه الولايات المتحدة الأمريكية.
وكان هناك درس واحد تكرر في كل القصص الناجحة وهو أن كل امرأة أحدثت فرقاً في حياتها الشخصية أو حياة أسرتها أو مجتمعها الصغير أو حتى بلدها لم تنتظر أحداً أن يقوم بالتغيير بل بدأته بنفسها.
النساء القياديات في أي مكان ومن أي دين أو عرق أو انتماء يتميزن بشخصية سباقة للعمل.
لا يتواكلن وينتظرن من الآخرين أن يحلوا لهن مشاكلهن. كل امرأة صعدت على تلك المنصة كررت جملة قيلت أكثر من مرة وهي: «لماذا لا أكون أنا الحل؟»
نساء كن يعانين من تعنت الرجال في قريتهن الصغيرة في الباكستان أنشأن شركات تجارية أصبحن مديرات على أولئك الرجال.
نساء أرجنتينيات عانين من فساد حكوماتهن فقررن أن يدخلن السياسة ويصبحن مرشحات رئاسية.
نساء أفريقيات قررن كسر حاجز الصمت وبدأن برسم الاستراتيجيات لإحداث تغيير في عالمهن الفقير المؤلم.
كل النساء في هذا المؤتمر شعرن بروح أنثوية جماعية ثورية بما فيهن نساء يعدن اليوم من أقوى وأبرز النساء في العالم مثل هيلاري كلنتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، والشخصية المرشحة لرئاسة أمريكا قريباً، كريستيان لاجارد أول امرأة تتولى رئاسة صندوق النقد الدولي الذي تلجأ إليه دول بكاملها، الملكة رانيا ملكة الأردن .. وغيرهن.
عُدتُ إلى اليمن بعد أن نَقلتُ للعالم تجربة المرأة اليمنية الناجحة وأنا أكثر اقتناعاً بأن المرأة اليمنية تستطيع أن تحرك الجبال إن أرادت.
السؤال الذي يجب أن تطرحه كل امرأة يمنية على نفسها اليوم: لماذا لا أبدأ أنا بالحل؟ لماذا لا أكون أنا سبباً في التغيير الإيجابي؟ كُلٍ في موقعها وبحسب إمكانياتها.
حان الوقت لحفيدات بلقيس أن يتولين الأمور بأنفسهن وأن يخلقن بيئة آمنة يترعرع فيها أبناؤهن بسلام ورخاء.

في الخميس 10 إبريل-نيسان 2014 10:04:30 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1121