سيرة رضوان
دكتور/د.عمر عبد العزيز
دكتور/د.عمر عبد العزيز
تموضعت سيرة «رضوان» الوجودية في عالم النسيان .. هنالك حيث تتساوى الذاكرة المتقدة مع حالات التمرير الإجرائي لما يفترض أن يكون نسياً منسيا، وبهذا المعنى انتمى رضوان إلى عوالم اللامكان واللازمان، ليصبح الدهر دالته الكبرى في معارج الذاكرة والنسيان معاً . كان محايثاً للمعاني التي تجمع البشر أو تفرقهم ، وكان ماعدا ذلك مجرد عوابر عابرة تنساب في مدى التقلبات والمعارج المفتوحة على الاحتمالات.
قيل إنه يمسك بمفاتيح العبور إلى عوالم أثيرية، حدت به إلى مراقبة الأفلاك، والتداعي مع الأيام، والإقامة في تنكب مشتقات الأصحاب والأحباب، فكان عليه أن يباشر صعوداً ميتافيزيقياً عسيراً ، حتى مادت به قدماه صوب حكيم معرة النعمان الذي أفرد حديثاً ضافياً عن حامل مفاتيح الجنان رضوان الملك، مستوهماً أنه لا يفتح أبواب الفردوس لمن ينتمي لمشقة الفكر والفلسفة، رائياً لذلك النفر من التلقائيين المتبهللين، الصادرين عن حكمة الطبع لا التطبع ، وفطرة الدين لا التدين ، وعبادة القلوب لا الجوارح.
صديقنا البشري رضوان يتأسى برؤى المعري ، لكنه يحتار في أمر الأصدقاء المقربين، المعلقين في برازخ «الأعراف».. فيقرر تعميد خطاياهم برفارف التسامح ، وتعليق أقوالهم بملاقط النسيان، فيتروحن معهم حد الاحتياط، ويحلِّق مع تطيراتهم في هواء الكيفية، ويتهادى معهم في مظان السببية ومتاعبها، فيصبح طيراً بجناحين من مكان وزمان، يعيدان تأكيد كروية الأرض، فيما ينفسحان على تمائم المعاني، ليصبح اللامكان دالة المكان ، واللازمان دالة الدهر، فينبري رضوان لما لا يعول عليه.

   
في الجمعة 11 إبريل-نيسان 2014 09:04:22 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1125