حديث السياسة
كاتب/يونس هزاع حسان
كاتب/يونس هزاع حسان
لا يخلو مقيل أو لقاء أو برنامج أو دعاء من حديث السياسة، هذه هي حالة الشعب اليمني؛ كلما ساءت أحواله زادت تحليلاته للسياسة والساسة، وربما هو حال كل الشعوب الفقيرة في أنحاء المعمورة؛ إذ تلجأ إلى الإسراف في التناولات السياسية لتعويض حرمانها من الحاجات الأساسية علّها تحقّق الإشباع حتى وإن كان وهماً وليس حقيقة.
وبنفس القدر أو أكثر نجد السياسة تحتل حيزاً واسعاً في البرامج الإعلامية «صحفية، إذاعية، تليفزيونية» أما مواقع التواصل الاجتماعي وبالذات "الفيس بوك" فهو سياسة في سياسة، وربما هذا يفسّر حالة التوتر التي يعيشها المجتمع اليمني الذي يتضاعف مستواها عن ما هو في الواقع بفعل مرارات الإحباط واليأس والتيئيس الذي يمارسه علينا إعلامنا، ونمارسه على أنفسنا عبر أحاديثنا ومقايلنا وجلساتنا رجالاً ونساءً.
يضاف إلى ذلك تأثير "القات" في حياة اليمنيين والذي لا تخلو مجالسه من النقاش المستمر والمتواصل والمتكرّر حول المواضيع ذاتها، والمشاكل نفسها، والمبرّرات.
إن طغيان السياسي على حياتنا هو جزء أساس من المشكل الذي نعيش، وبالتخلص من هذا الهاجس نكون قد تمكّنا من حل ما نعانيه من مشاكل بفعل المبالغة في حالة الأزمة التي يعيشها الشعب والوطن الذي لا يمكن لأحد أن ينكرها، ولكن أن تتحوّل إلى هاجس وبطل لكل مشاهد حياتنا يطغى على كل ما هو اقتصادي أو ثقافي أو فني أو رياضي؛ فذلك نفسه مشكلة المشاكل.
 إن مغادرة مربعات السياسة والترويح عن النفس بشيء من الموسيقى، أو القيام بجولة في ليلة ممطرة في ضواحي المدينة أو الريف سواء بالسيارة أم مشياً على الأقدام كفيل بأن يخرج الإنسان من حالة الاستغراق في التفكير بمشاكل السياسة والأزمات السياسية التي لم تعد شيئاً جديداً في حياتنا نحن اليمنيين، وليست وليدة أحداث ما يسمّى «الربيع العربي» لكنها تاريخية في جذورها وأبعادها.
 حتى إنه ومنذ إعادة تحقيق وحدة الوطن اليمني في مطلع التسعينيات كثيراً ما تفنّن الإعلام الحزبي والرسمي والأهلي في الحديث عن الأزمات، والأزمات المفتعلة وبالذات خلال الفترة الانتقالية، ثم في الفترة التي سبقت حرب 1994 ومهّدت لها.
 كانت الأزمات ولاتزال هي القضية السياسية والانتخابية التي يستخدمها كل طرف سياسي للنيل من الطرف الآخر ليتمكّن من كسب الرأي العام في صفه، وكذلك للتأثير على جموع الناخبين في العمليات الانتخابية سواء النيابية أم الرئاسية أو المحلية.
إذاً هي الأزمات المتلاحقة التي جعلت من السياسة حديث الناس، حديث الشارع وبشكل خاص ومكثّف منذ منتصف التسعينيات حتى اليوم.
لقد آن الأوان لأن ننشغل بما هو أهــم من السياسة، ولنحترم التخصُّص؛ فندع السياسة للسياسيين؛ وكل يتّجه إلى الإبداع في مجال عمله وتخصُّصه، ولنصرف ما لدينا من فراغ فيما هو مفيد ومريح لصحتنا وصحة أسرنا.
 فكلما أخذت السياسة حيزاً كبيراً في حياتنا ونقاشاتنا؛ تضاعفت أزماتنا، وصارت الأوضاع أكثر ضبابية.
Unis2s@rocketmail.com
في الأحد 13 إبريل-نيسان 2014 08:44:32 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1135