علمتني الكهرباء
صحافي/احمد غراب
صحافي/احمد غراب
علمتني ان اعتمد على بصيرتي لا بصري وأصير فارسا في الظلام فارس بلاماطور وسباحا ماهرا في بحر الظلمات.

ان أكون غرابا في الصباح وخفاشا في الليل ، اشغل جميع الحواس ، واعتمد على الاستبات الروحية عندما تطفي الكهرباء فلا اسقط من درج ولا اصطدم بعمود واعرف متى يتسلل الصرصور إلى طبق الأكل .

علمتني الكهرباء ان اصبر واصبر وأعيش لحظات اسود من ريش الغراب وانا انتظرها ، واختنق تحت وطأة مثلث القهر الحر والطفر وانقطاع الكهرباء.

علمتني الكهرباء ان أتعرف على كوكب القمر واعد نجوم السماء واشعر أنني أصبحت عالم فلك وان المذنب هاري ابن خالتي ؟ واحرس كوكب الأرض من الإطباق الطائرة.

علمتني الكهرباء انني شيخ نفسي وان الشيخ الحقيقي هو الشيخ " لصي " الذي يشتري ماطور ويمد سلك لكل واحد من أفراد رعيته والوحيد الذي يستحق لقب شيخ في اليمن هو " الماطور " لاصوت يعلو على صوته.

علمتني الكهرباء ان أتجنبها قدر الإمكان لأنها ستنطفي ستنطفي وهي في أحسن أحوالها مثل المضاد الحيوي لمبة كل ست ساعات ، لذا يجدر بي التوقف عن الكتابة في الكهرباء وكيف اقضي ثلاثة أرباع عمري في الكتابة عنها حتى اذا انقطع عملي انتقل من ظلمة اليمن إلى ظلمة القبر ؟ اعاذنا الله واياكم من ظلماته.

علمتنا الكهرباء ان وراء غيابها سياسة وفساد و مصالح وعجز ظاهر وباطن وانها من اقوى وسائل تعذيب الشعب واجهاضها اكثر من توليدها والشعب يتحمل انطفاءاتها كرها على كره والغبي يموت في الظلام وسراجه فوق ظهره فالحكومة تنفق مليارات على طفي والظلام الحقيقي ظلام الجهل ، و ماكينة حكوماتنا ديزل والمفروض نقلبها غاز ، والوقود الاحفوري تدمير للاقتصاد ومجال للفساد وعلاجه ليس بجرعة ترهق العباد بل بارادة تخلص الحكومة من العجز والعكاز وتسارع في بناء محطات لتوليد الكهرباء بالغاز .

علمتني الكهرباء ان المشكلة ليست نقص او عدم توفر الطاقة الحيوية لتوليد الكهرباء وانما فقدان الطاقة المعنوية ( العجز الحكومي ) وليست خروج المحطة الغازية وانما خروج البلد كله عن الخدمة ، و ليست ضرب الابراج بل عدم نزول المسؤولين من الأبراج.

واخيرا علمتني الكهرباء انه لا شيء اسوأ من ظلامها الا ظلمات الظلم الذي يعانيه الشعب ، وياليل خبرهم عن أمر المعاناة.

اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي

اللهم ارحم ابي واسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين


في السبت 19 إبريل-نيسان 2014 02:08:28 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1155