|
تلك هي قصة العائلة الكـاريبية التي بدأت مع أول مـغامرة قـادها «جوزيه أوركاديو بوينديا» الذي وضع حجر الأساس لقرية ماكوندو الخرافية، تلك التي تكونت «من عشرين بيتاً من غضار وقصب.. تقع على حافة جدول مائي ينساب فوق حجارة كبيرة بيضاء ملساء، كبيض من قبل التاريخ. عندما كانت الأشياء بلا أسماء ، وكان يُشار لها بالبنان للتعرُّف عليها» .
ثم تتوالى ملحمة ماكوندو لنرقب عن كثب « تلك العائلة الغجرية التي وصلت بأسمالها البالية، وسط صخب من طبول عارم » وليحمل جوزيه أوركاديو بوينديا ابنه الصغير وسط الزحمة، ليكتشفا الثلج!!
نعم تلك كانت عجيبة من عجائب الصور التي مرت على الجميع في الطفولة الجنينية التي ترافقت مع زمن غاب و انحسر .. لكن ماركيز أقام صرحه الفني الكبير عطفاً على ما كـان، لـيؤكد أن العـالم كان ومازال محكوماً بالغيب، قبل أن يكون مقيداً بالبيان والبرهان .
في مائة عام من العزلة نتابع قصة العائلة الكاريبية التي لخصت كامل المشهد الحياتي لمكان كان اكتشافاً طوباوياً، فتحول تباعاً إلى ساحة للموت والقتل والمذابح والمصالح العابرة للقارات.
كل اسم من قامات تلك الرواية يمثل عالماً بكامله وعلى نحو يجعلنا نعيد تلك الأسماء لنستقرئ ما وراء هاماتها من آكام وهضاب.
Omaraziz105@gmail.com
في الأربعاء 23 إبريل-نيسان 2014 08:55:35 ص