فوفو الهوائي..!!
دكتور/د.عمر عبد العزيز
دكتور/د.عمر عبد العزيز

كثيراً ما تباهى فوفو بقدرته الخارقة على عدم النسيان؛ حتى وصل به الأمر إلى مباشرة تجريدات ذهنية متتالية، فتطيَّر حتى خُيِّل إليه أنه هو ذاته وليس بذاته، وأنه لا يشبه أحداً البتّة، ولا يمكن لأحد أن يكون مثله، وتطاول في تجريداته التي أوصلته إلى تخوم “بوذا الحكيم” فكان يرى أن كل عنصر في الوجود يمثّل نفسه ويمثّل جموع العناصر الأُخرى، فالورقة لا تُعرف بذاتها، بل بكونها قادمة أيضاً من شجرة وماء وتراب وغازات، أفضت إلى تفاعلات تسمح بنمو تلك الشجرة لكي تتحوّل بعد ذلك إلى أوراق، والكائنات المختلفة لا تستطيع تحقيق فرادتها إلا عبر كل الكائنات والنباتات والجمادات والغازات التي تسهم في تكوين بقية الكائنات، وهذا ينطبق على الإنسان الذي لا يتحقّق من خلال ذاته فقط، بل من خلال مكوّناته المختلفة، ففي جسده الماء والهواء والتراب والنار.

فوفو من مواليد برج القرد الصيني، وهو من الأبراج الهوائية بامتياز، وعن مثابة هذا البرج سنتحدّث بعد أن نتعرَّف على رقمه الفلكي الذي يترنَّح بين فكي الفاء والواو، وهما حرفان غير مُتحابَّين، ذلك أن الفاء يخرج من ارتطام الشفة السُّفلى بحروف الأسنان العلوية، فيما الواو نابع من الجوف، والعلاقة بين الشفتين والجوف علاقة متوترة دوماً، لأن الحروف الجوفية تأتي في اسم فوفو بعد الحروف الشفوية “نسبة إلى الشفتين” ولأن الشفتين دالَّتان مُطْلقتان على المزاج الغرائزي لكونهما مصدر القبلات الحارة، والارتطامات الكلامية الفارغة، فإن أسبقيتهما في اسم فوفو كانت لصالح العقل المحدود لا الوجدان المُتروْحن المقرون بحرفي الواو المكرورين في اسمه، وقد أثبتت التجربة أن فوفو كان أكثر الناس قدرة على استخدام حجارة العقل في رجم الآخرين، وأولهم في مسار الاستخدام المريب للأزمنة العابرة. 

يقول علماء الطبائع الناسوتية: إن البشر على أربعة أنواع رئيسة، فمنهم المائيُّ، والترابي، والناري، والهوائي، ووجدوا أن الترابيين هم أكثر الناس طيبةً وعطاءً وتضحيةً وإيثاراً، وهم الصابرون الدائبون على تحمُّل المكاره؛ يعطون بسخاء دون انتظار جائزة أو مكرمة، قليلو الكلام، كثيرو الفعال، يغيبون عن الهرج والمرج العام، لأنهم يتأسُّون بذواتهم المُتصالحة مع عوالمها الداخلية، ولا يميلون إلى الاجتماع المجاني مع بقية الخلق، ولا يعرفون النُّكران، ويتباعدون عن الخلان غير الأوفياء؛ غير أن إحساسهم بالكرامة يتوازى مع غضبتهم النادرة شديدة الوطأة إذا ما تعرّضوا إلى الإساءة؛ ذلك أنهم مثل جمال الصحراء يصبرون ويتحمَّلون ويعملون، ولا يقبلون الضيم، وإذا ما انتقموا من ظلم حاق بهم؛ جاء انتقامهم عاصفاً شديداً..!!.

 

Omaraziz105@gmail.com


في الجمعة 02 مايو 2014 09:22:07 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1203