|
تؤكد الانتصارات المتوالية التي سطرها أبطال الجيش والأمن في محافظتي أبين وشبوة في الأيام الماضية أن قوى الإرهاب الجبانة والغادرة مهما بلغ حجم توحشها وتغولها وجبروتها لايمكن أن تخيف اليمنيين أو تصمد أمام إرادتهم الوطنية العظيمة، كما تؤكد أن وحدات القوات المسلحة والأمن بكل تشكيلاتها وقادتها وجنودها قادرة على ردع الشر واجتثاثه من جذوره إلى غير رجعة متى ما توافرت الإرادة الشجاعة والقرار الوطني المسؤول.
ولاشك أن هذه الملاحم المستبسلة التي يدونها التاريخ لجنود اليمن وحماته لحظة بلحظة في مواجهة الإرهاب الهمجي دليل ناصع وبرهان واضح ورسالة لا لبس فيها تفيد أن حاضر البلاد ومستقبلها لن يتسع أبداً لعصابات الإجرام الضالة، وأنه لا مكان فيه سوى لمن يؤمن بما اختاره اليمنيون لأنفسهم من وجود للدولة القوية العادلة التي لا ترضخ للشر ولا تتهاون في حماية المجتمع.
وباستثناء وجود بعض الأصوات النشاز التي تحترف فنون الإرجاف والتضليل أو تلك التي تحاول تسخير هذه المعركة الوطنية ضد قوى الإرهاب إلى ساحة مفتوحة للمزايدات والمناكفات والكيد السياسي كان لافتاً للانتباه وباعثاً على الاعتزاز والفخر حجم التأييد الشعبي الكبير والمساندة الواسعة التي حظيت بها هذه الحملة العسكرية والأمنية، سواء عبر المواقف المشرفة التي أعلنتها غالبية الأطراف السياسية أو من خلال الارتياح الكبير في أوساط المواطنين الذين باتوا يرون في جيشهم وأمنهم كل القوة وكل المنعة.
وإذا كان من المهم أن تستمر هذه المساندة وهذا التأييد حتى يتم القضاء على كافة التهديدات الإرهابية ودحر عناصرها من على التراب اليمني فإنه من الواجب أن تتكاتف كل القوى المجتمعية والسياسية والحزبية والفكرية مع مؤسسات الدولة قاطبة لتجفيف منابع الإرهاب والتضييق على أنفاسه البغيضة التي تحاول جاهدة أن تجد في اليمن موطئ قدم يمكنها من نشر شرورها وبناء أوهامها الخبيثة.
ولقد كان الأخ رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي واضحاً وصادقاً حينما كشف مع بداية عمليات الحملة عن حجم المؤامرات الدولية الانتهازية التي تتربص باليمن في الخفاء لجعله قبلة للإرهابيين من كل أصقاع الأرض، كما كان في أعلى درجات الشجاعة والمسؤولية الوطنية حينما أكد للشعب أن الدولة ماضية في اجتثاث هذا الخطر وسحقه في أوكاره وأنها لن تهادنه أو ترضخ لشروطه الظلامية.
ومن المؤكد أن اليمن وشعبه يحتاج في ظل هذه المعركة المصيرية إلى تلاحم صفوف أبنائه أكثر من أي وقت مضى نظراً لخطورة اللحظة التاريخية التي يمر بها وما يكتنفها من ظروف سياسية صعبة وأحوال اقتصادية قاسية وعملية انتقالية تستدعي كل الصدق والإخلاص لتجاوزها السير صوب ترسيخ أسس الدولة الوطنية التي أقرها الفرقاء المتحاورون بشتى أطيافهم.
كما يفترض أن يستوعب المجتمع الدولي من أشقاء اليمن وأصدقائه أن أي تقاعس من جهته أو مماطلة إزاء الوفاء بالتزاماته تجاه اليمن تعني في المقام الأول استخفافاً منه بحجم التهديدات والمخاطر التي يجابهها اليمنيون بكل شجاعة ويحاولون التغلب عليها بإمكانياتهم المحدودة من الموارد والتجهيزات، كما يعني من ناحية أخرى تحسيناً لفرص الجماعات الإرهابية المسلحة في الاستقواء على مؤسسات الدولة وتحدي إرادة الشعب التواقة إلى السلم الاجتماعي والاستقرار المعيشي والتغيير السياسي.
غير أن الرهان الحقيقي يبقى دائماً على القوى المخلصة وعلى عزيمة الشعب وجيشه وأمنه في الانتصار لمستقبل الوطن ضد الإرهاب السافر والممنهج، سواء أكان ذلك الذي يستهدف قتل الجنود ويحاول كسر حصون المجتمع الدفاعية، أو ذاك الذي يحترف الاعتداء على مصالح البلاد بتفجير أنابيب النفط وضرب خطوط الكهرباء، فكلاهما نبتة الشيطان التي لابد أن تقتلع.
في الخميس 08 مايو 2014 04:50:56 م