العودة إلى العقل
كاتب/عبدالواحد ثابت
كاتب/عبدالواحد ثابت
لا أدري أين ذهب ضمير العالم مما يجري في سوريا وخصوصاً ضمير العالم المتقدم المتمثل في أوروبا وأمريكا وبعض دول آسيا لا سيما وأن هذا العالم يمتلك من القوة والمال والقدرة على فعل شيء لوقف ما يدور في سوريا من فظائع يندى لها الضمير العالمي كله كما أن هذا العالم المتقدم يدّعي أنه يحمي الحقوق والحريات ويساعد على إشاعة الديمقراطية وينصر المظلومين في هذا العالم الواسع والمترامي الأطراف فما من فعل أو حركة أو حرب تشتعل في أي بلد من بلدان العالم إلا و أوروبا وأمريكا وغيرهما تدس أنفها فيها وتتدخل إما تدخلاً مباشراً أو غير مباشر مهما كان هذا التدخل بريئاً أو لمصالح تخدم أهدافها وأطماعها، وعلى سبيل المثال ما يدور في جمهورية أوكرانيا من صراع داخلي لمسنا وشاهدنا أوروبا وأمريكا تتدخل وبكل ثقلها لكبح جماح المعارضة التي برزت بعد سقوط الحكومة السابقة فأصبحت تتباكى على الديمقراطية وحقوق الإنسان وأخذت تهدد وتفرض العقوبات على الدول التي تدعم المعارضة وأهمها العقوبات على روسيا، لكن ما يدور في سوريا ومنذ ثلاث سنوات من حرق وتدمير للأرض وقتل للبشر وبمئات الآلاف كل ذلك لم يحرك ساكناً في ضمير هذا العالم المتقدم وكأن الإنسان درجات ويختلف من بلدٍ إلى آخر وإلا ما معنى هذا السكوت المريب والمخزي مع ما نشاهده من جحيم على أرض سوريا لم تسلم منطقة منه، الشعب السوري يُهان وتدمر مقدراته والتي بنيت على مدى عشرات السنين ومن عرق وجهود الشعب السوري المكافح واليوم أصبح كل ذلك يفنى وفي غمضة عين، كلنا يعلم أن سوريا بلد عربي شقيق وكان له إسهاماته الايجابية في كل القضايا العربية وخصوصاً القومية منها مع كل ذلك فالعرب لم يستطيعوا فعل شيء أمام ما يدور لأشقائهم في أرض سوريا وظل العرب يتفرّجون ونحن هنا واثقون أن العرب لم يقدروا على فعل شيء كعادتهم في كل القضايا العربية التي تطرأ والتي لم يستطيعوا أن يضعوا حلولاً لها فيعمدون إلى اللجوء إلى دول أخرى كي تتدخل للمساعدة في وضع الحلول وتحديداً يلجأون إلى أمريكا وأخواتها من هنا لم نكن نخاطب الضمير العربي فيما يعتمل في سوريا لأن هذا الضمير لا أبالغ إذا قلت أنه قد وضع داخل ثلاجة شديدة البرودة حيث أن كل العرب يتفرجون كل مساء على شاشة التلفاز ويرون بأم أعينهم أنهار الدماء التي تسيل في كل مدينة وقرية ومع ذلك لم يحركوا ساكناً فيكتفون بالبيانات الاحتجاجية لما يدور بينما تقع عليهم المسئولية الأولى في انقاذ هذا البلد العربي من الكارثة التي وقع فيها، فالسوريون، حكماً ومعارضة جميعهم يتحملون المسئولية لما وقعوا فيه وعليهم أن يدركوا أن لا أحد سيرحمهم إن لم يرحموا أنفسهم والعالم في الأخير مصالح ولم يروا في سوريا إلا مصالحهم دون ذلك فلتذهب إلى الجحيم وهنا لابد من العودة إلى العقل. 


في الجمعة 09 مايو 2014 08:19:33 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1230