إلى متى تخزنون الأوسمة؟
كاتب/حسين العواضي
كاتب/حسين العواضي

■ كفت نشرات الأخبار المسائية في القنوات الوطنية عن برقيات التعازي، ومشاهد طوابير النعوش الخارجة من مسجد العرضي إلى مقبرة الشهداء.
■ وصارت تنقل بطولات الجيش في أبين .. وشبوة والبيضاء، تحكي عن الضربات الموجعة، والهروب الكبير للإرهاب الدخيل الذي ساقته أحلامه وأقداره إلى المصير الميؤوس والخسران المبين.
■ ولا ندري - حتى الآن- من غرر بهؤلاء السفاحين وضحك عليهم، ليأتوا للجهاد في جبال اليمن.
■ الذي نعرفه أن المجاهدين توجهوا إلى أفغانستان لمقاتلة الروس الملحدين الذين غزوا بلاد مسلمة وبدعم أميركي – وتحفيز إقليمي - والقصة تطول.
■ ثم حدث أن أنقلبت القاعدة على أميركا وجرى ما جرى وهذه قصة أخرى، سجلت عنها الأقلام وكتبت فيها التقارير والروايات.
■ أي جهاد هذا؟ بقتل الأبرياء في بلد الإسلام والسلام يمن المحبة والحكمة والإيمان.
■ إلى قريب كان الكتاب والصحفيون يتحاشون كلمة (الإرهاب) يجدونها ثقيلة وغريبة يترددون في استخدامها ويبحثون لها عن مرادف مرغوب.
■ الآن بلا تردد أخذت – الكلمة- معناها ولبست ثوبها وكشرت أنيابها وطغى نفورها وصارت ممقوته مرفوضة على لسان الجميع.
■ هل رأيتم ذلك الإرهابي السفاح والجبان الذي فجر قنبلته على النساء في مستشفى العرضي؟
■ لا هيئته ولا شكله لا خطوته ولا ظله يوحي بأنه يمني هذا كائن بغيض قذفته حماقته وساقه حقده إلى مصيره المحتوم.
■ لأنه حتى الخصومة والقتل في الإسلام لهما شرف وأخلاق فأين هؤلاء من هذا الشرف الإنساني الرفيع.
■ تنبهوا قادة البلاد، وخير ما فعلوا أن الهجوم أفضل وسيلة للدفاع، وعليهم أن يواصلوا مسيرتهم الشجاعة لاجتثاث الإرهاب الدخيل، ثم التفرغ للمخربين، وخاطفي الأجانب والعملاء وقطاع الطرق
■ كاد الوطن.. والمواطن.. أن يفقد ثقته في حماة الوطن، وهو يراهم يتساقطون في ثكناتهم ومواقعهم وساحات العروض يتعرضون لهجمات غادرة في أنحاء البلاد.
■ تحتاج اليمن إلى قادة من طراز وطني رفيع يخوضون الحروب التي تستحق أن تخاض؟ يعيدون للوطن هيبته.. واستقراره.. ومكانته المطمورة.
■ في هذه الأيام بالذات، حيث نقف على مشارف مرحلة فاصلة، لا تقبل التراجع، أو التردد ولا تخضع للمساومة والابتزاز.
■ وعند التحديات الخطيرة، والمحطات الكبيرة تظهر معادن القادة، بشجاعة قراراتها ونبل تصرفاتها.. وحسن اختياراتها.
■ إن للإرهاب وجوه وأسماء وعناوين وطوابير، ورسائل، ووسائل ولذلك فالمواجهة المسلحة وحدها لا تكفي ولابد من ابتكار طرق وأساليب للقضاء على هذه الآفة المدمرة.
■ ولا بأس أن تفتح للحوار قنوات تواصل مع الشباب المغرر بهم، الذين لم يتورطوا في قتل الأبرياء وترويع الوطن والمواطن.
■ وللموضوع سؤال مشروع، إلى متى تظل أوسمة الشجاعة، وأنواط الواجب ورتب البطولة – مُخزّنة – في دهاليز مظلمة يلتهمها الصدأ والنسيان.
■ يا أصحاب القرار، الآن، وليس غدا هناك من أصحاب الصدور الشامخة من يستحقون عن جدارة أوسمة الواجب والبطولة.
■ امنحوهم شرف ما يستحقون وامنحونا لحظات الحفاوة والإعجاب بهؤلاء الأبطال، إن مصائب الأمم ونكساتها تكبر حين يكون لها أبطال لكنهم لا يكرمون ولا يذكرهم أحد.



في الخميس 15 مايو 2014 06:44:26 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1250