السباق الرئاسي في مصر
كاتب/عبدالله سلطان
كاتب/عبدالله سلطان
أخيراً رسا السباق الرئاسي بين مرشحين للرئاسة في مصر.. هما: 
1ـ حمدين صباحي. 
2ـ عبدالفتاح السيسي. 
وأجد أن الشخصين غنيان عن التعريف، فالعالم كله قد تابع القنوات المصرية خلال الفترة السابقة من شهر فبراير 2011م وحتى اليوم لمتابعة الأحداث، والتحولات في مصر والتغيرات التي حدثت.. وكان السيسي في معترك التحولات، والتغيرات، وأحد قادتها إن لم يكن قائدها.. وحمدين صبّاحي كان من الشخصيات الطليعية في هذه التغيرات، والتحولات، وما زال حتى اليوم.. فها هما الإثنان يتنافسان على كرسي الرئاسة المصرية.. أي أن المرشحين غير مغمورين على مستوى مصر، وعلى مستوى الوطن العربي، وعلى المستوى الدولي.. وعليه فإنهما مرشحان من العيار الثقيل ويكفي أن نعلم أن حمدين صبّاحي قد نافس على الرئاسة المصرية في يونيو 2012م وحصل على المركز الثالث رغم كثرة المرشحين وقد فاز للمرحلة الثانية «محمد مرسي» إخواني والفريق«أحمد شفيق» وأجريت الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية المصرية، وانتهت بإعلان فوز مرشح الإخوان المسلمين الدكتور«محمد مرسي العياط» وترأس مصر سنة كاملة اصطدم فيها مع كل القوى المؤثرة في مصر.. فبدأت معارضته والمطالبة برحيله، ورحيل الإخوان من الحكم.. فكان الإخوان ومرسي أكثر تمسكاً بالحكم، والرد بتكفير كل من يطالب برحيله، وتصاعدت المعارضة لتدعو إلى النزول للاعتصام بميدان التحرير وفي كل الميادين في المحافظات وتصدرت المعارضة «حركة تمرد» الشبابية، وذلك في الـ 30 من يونيه من عام 2013م في الوقت الذي كان الجيش بقيادة وزير الدفاع«السيسي» الذي جاء به الإخوان قد نزلت وعملت حمايات لكل المنشآت الحكومية، والخاصة.. وجاء يوم 30 يونيه لينزل المصريون إلى ميدان التحرير والشوارع المؤدية إليه بكثافة لم يسبق لها مثيل حسب شهادة العديد من الصحف ومراكز، ومنظمات عالمية.. ولم يتقدم “محمد مرسي” بأية مبادرة لحل المشكلة.. سوى دعوة الجيش للتدخل مع شرعيته، ويلوّح بتدخل أمريكي.. فوجهت الجماهير دعوتها للجيش بالتدخل وأمام كل المحاولات مع الرئيس مرسي لتقديم حل إلا أن جوابه كان بإقالة السيسي التي كان يريد تسليمها لأركان حرب القوات المسلحة الذي اتخذ قراراً باحتجاز “مرسي” وإعلان الجيش بقيادة السيسي لخارطة طريق.. أقيل بموجبها مرسي وتعيين المستشار «عدلي منصور» للقيام بأعمال رئيس الجمهورية، وإلغاء مجلس النواب والشورى، وتعليق الدستور، وإلغاء الإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي ليحصن نفسه وقراراته من النقد أو الرفض و..و.. إلخ ليرد الإخوان بالاعتصام في رابعة والنهضة، والتهديد والوعيد بالويل والثبور وعظائم الأمور للذين أسقطوا الشرعية.. وفعلاً نفذوا تهديدهم، ووعيدهم بعد فض اعتصام رابعة ولجأوا إلى العنف والأعمال المسلحة، والتخريب في كل المحافظات ومهاجمة الجيش، وقوات الأمن في سيناء، وفي القاهرة، وفي بقية محافظات مصر لكن الأمن والجيش كان لهم بالمرصاد.. مما أدى إلى إضمحلال شعبيتهم وتزيد الداخلية، والاستخبارات، والجيش متابعتهم، ومطاردتهم، ومواجهتهم وإيداعهم السجون من الرئيس مرسي، والمرشد بديع، وقياداتهم حتى أصغر أعضائهم الذين يثيرون الشغب، ويقومون بالعنف ضد الجيش والأمن وما زالت الحرب ضدهم حتى الآن ، مع توعد المرشحين لهم بمواصلة الحرب ضدهم حتى اجتثاثهم، وتحقيق الأمن والاستقرار لمصر. 
أطروحات المرشحين السيسي وصباحي حتى الآن تكاد تكون متطابقة كلاهما في كل حديث يؤكد انحيازه إلى الشعب “الطبقة” الوسطى والعمال، والفلاحين، ويعد بمحاربة البطالة، والفقر ويواصل مكافحة الإرهاب ويعد بتنمية شاملة خاصة في المناطق الجنوبية، والشمالية الغربية وسيناء، واستصلاح الأراضي القابلة للزراعة ويؤكد على عروبة مصر وسيادتها واستقلالها، كلا المرشحين ومن خلال عناوين برنامجهما الانتخابي حتى الآن يؤكدان وكأن برنامجهما واحد.. وبصدق أقول: رغم انحيازي للمرشح “عبد الفتاح السيسي” إلا أنني مع ذلك لا أكره ولا أخاف من نجاح المرشح “حمدين صباحي” ومع ذلك كل المؤشرات والاستطلاعات الداخلية، والخارجية تؤكد أن المرشح الرئاسي “ السيسي” تظهر حتى الآن أنه أي السيسي هو الأكثر حظوة وأن نجاحه في الانتخابات الرئاسية يبدو أكبر بكثير من نجاح منافسة المرشح “صباحي” .. فمعظم الشعب المصري، ومن خلال موقف القوات المسلحة والجيش خلال ثورة 25 يناير، والـ 30 من يونيه وانحيازه إلى الأمة ضد دولة الإخوان المسلمين إلى الحد الذي أفقد السياسيين ثقة الأمة، ومنح الثقة كلها للجيش بقيادة “عبدالفتاح السيسي” الذي أصبح بالنسبة لشعب مصر زعيماً وطنياً لا يقل عن أية شخصية وطنية مرت على شعب مصر خلال القرن العشرين وحتى اليوم.. وترى فيه المنقذ والمخلص لمصر بإعلانه خارطة الطريق في الـ 3من يوليو 2013م.. وإعلانه أن الجيش من ذلك اليوم يعمل بأوامر الشعب ليصبح زعيماً شعبياً لعامة الشعب المصري ومفكريه، وسياسييه، وفنانيه ومسلميه ومسيحييه، وقضاته، ومحاميه، وكتابه، وأدبائه، وعماله، ومزارعيه، ومثقفيه ونسائه، ورجاله، وكباره، وشبابه الأمر الذي يجعله أكثر تأهلاً للنجاح لمنصب رئاسة الجمهورية.الخلاصة هي أن “السيسي” من وجهة نظري احتمال نجاحه للرئاسة كبير جداً ومع ذلك ومع تطابق برنامجي المرشحين، وفي حالة نجاح هذا أو ذك المرشح ياليت أن المرشح الذي سينجح يصدر قراراً للمرشح الآخر بتعيينه نائباً لرئيس الجمهورية إذا كان الدستور يسمح للرئيس المنتخب بتعيين نائب له وأتمنى أن تكون هذه الفكرة في رأس المرشحين.. وأتوقع عند حصول ذلك سيشكلان قيادة سوف تبدع في قيادة مصر، وسوف تنج 100% في ترجمة برنامجهما الانتخابيين إلى واقع.. وترتقي بمصر وطنياً، وعربياً ودولياً.. ودعونا ننتظر النتائج.. وإن غداً لناظره قريب. 

في السبت 17 مايو 2014 09:13:16 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1260