لتجفيف منابع السلاح
دكتور/د.عمر عبد العزيز
دكتور/د.عمر عبد العزيز
هل من تسوية تخرجنا من دائرة الموت العدمي؟.. هذا سؤال لم يعد افتراضياً ومشفوعاً بالآمال والآمال الكبيرة بخروج العالم من شرنقة الحالة القائمة ذات الآثار الوخيمة على السياسة الدولية، بل إن هذا الأمر أصبح مُلحّاً جداً، حيث بدأت دوائر صنع القرار في أكثر البلدان قوة وأثراً، تعيد النظر في ثوابت السياسات الخارجية التي نجمت عن فترة ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وانفساح الطريق لمشروع عالم جديد، ينتظم جبراً أو خياراً ضمن سياق المركز الكوني الواحد الذي تشرف عليه الولايات المتحدة. 
هذه الحاجة الملحّة لتسوية سياسية دولية يتشارك فيها الكبار هي بمثابة سفينة نجاة يمكنها أن تبحر بالبشرية صوب الخيارات العاقلة، فالاستقطاب وصل مداه، وأدوات التدمير تكاد أن تخرج عن نطاق السيطرة، والتكتيكات اللوجيستية بشقيها العسكري والأمني أصبحت تتداخل مع المصالح المالية الكبرى المقرونة بتجارة السلاح، وأمراء الحرب الحاملون نياشين الدول وأعلامها يتبارزون في تسجيل المزيد من الموت المجاني والتشريد الجماعي، مطمئنين إلى الأموال المنهوبة جهاراً نهاراً.  
لا مفر في مثل هذه الأحوال من إعادة النظر في المغامرات الخطيرة التي تتم على خط التكتيكات السياسية الخائبة، والتوازنات فوق المنطقية، الناشرة للخراب والدمار والإقامة في ثقافة الموت المقرونة بأموال الحروب الضارية. 
الكبار معنيون بالدرجة الأولى؛ لأنهم القادرون على تجفيف منابع السلاح، وشن حرب «مقدّسة» ضد الأسلحة المملوكة للميليشيات الخاصة أينما كانت، ومحاصرة زعماء تلك المليشيات بشتّى أنواع الحصار المعنوي والمادي والنفسي، مع نشر صورهم وأسمائهم في كل المنافذ الحدودية الداخلية والدولية، حتى يعرفوا أنهم مطلوبون لعدالة الحياة..!!. 
على الولايات المتحدة وروسيا ودول أوروبا الغربية والصين والهند واندونيسيا والبرازيل والارجنتين وتركيا التوافق على صيغة ناجزة لمحاصرة مافيا الحروب في دواخل بلدانهم قبل العالم الخارجي وفي العالم الخارجي، بنفس القدر الذي يحقّق تسوية أولية على خط تسوية دولية لم تعد قابلة للتأجيل. 
Omaraziz105@gmail.com 


في الإثنين 19 مايو 2014 08:42:23 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1268