|
إذا صحّـت دوافع قيـام بعض المسلّحين خلال إحدى حفلات الأعراس بإطلاق النار على فنّان الحفل لمجرد إنه تأخر في تقديم تهنئـة المسلّحين لصديقهم العريس بمناسبة زفافه الميمون(!) إذا صحّت تلك الرواية فإن ذلك لعمري شيئٌ يشيب من هـوله الولدان.
لقد شـدّني أكثر إلى هـذه الحادثة المؤلمة قيام المذيع الذي قرأ الخبر في أحد البرامج قوله لزميله مخرج الفترة: اسرع نستكمل قراءة باقي التهاني للمستمعين قبل أن ننسى واحداً منهم فيحضر إلى الإستوديو لقتلنا.. فعلاً، شرّ البلية ما يُضحك!
هـذه الرواية المحزنة.. ببساطة شديدة سواءً صدقت في أسبابها أم لا ، فإنها تعبّر عن حالة الانهيار الخلقي في مجتمع كنا – ولا نزال - نعتبره القدوة في تمثّل القيم الحميدة و النبيلة التي ترفض مكارم الأخلاق و بثور القتامة والظلال الداكنة المسيئة لمنهجية الوسطية والاعتدال والتآخي الذي يحثُّ عليه الدين الإسلامي الحنيف.
و مما يدعو إلى الأسى والحزن أن تتكرّر مثل هذه المشاهد المأساوية وبأكثر من صورة، جرّاء ارتفاع قاعدة حمل السلاح.. وحالة الضياع التي يعيشها قطاع كبير من الشباب، فضلاً عن غياب سلطة الضبط والتهذيب و قوة النظام والقانون التي من شأنها إيقاف صور التدهور المُريع الذي أصاب الشخصية اليمنية - بفعل تزايد هذه الضغوط – في مقتل مع الأسف الشديد!
إن تواتر مثل هذه الجرائم وانتشارها في شتّى مناطق اليمن مسألة خطيرة وتتهدّد السلم الاجتماعي والأمن الداخلي، الأمر الذي يتطلّب من الجهات المعنية والنُخب المجتمعية التداعي سريعاً إلى عقد مؤتمرات لمناقشة مثل هذه الظواهر ووضع المعالجات الناجعة لمحاصرتها وإيقاف استفحالها قبل أن تتحوّل من حالات فردية إلى جرائم منظمة تُضاف تراكمياً «إلى المافيا» المنتشرة على طول البلاد وعرضها!
في تصوّري المتواضع أن معالجة هذه الظواهر المتوحشة في مجتمع مسالم، يرتبط جدلياً بالتعويل على دور و قـدرة مؤسسات الدولة و المجتمع تضامنياً على حل تلك المعضلات وتوفير الحد الأدنى من شروط التنمية المستدامة التي تجعل من الشباب عموداً أساساً في هذه العملية وبحيث يجدون ما يشغلون به أنفسهم عن الالتحاق بطوابير الإرهاب والجريمة المنظمة التي دوماً ما تبدأ من أصغر الشرر!.
في الأربعاء 28 مايو 2014 08:36:48 ص