زمن التاريخ
دكتور/د.عمر عبد العزيز
دكتور/د.عمر عبد العزيز
 يختلف زمن التاريخ عن الزمن البيولوجي المقرون بحيوانات وحساباتنا تجاه الوقت .. فالزمن التاريخي يتجاوز تقديراتنا وآمالنا وأحلامنا وقد يفاجئنا بما لم نكن نحتسب له أو نتوقعه ، ومن هنا تنشأ خيبات الأمل والحسرة المقرونة باليأس، بل الاستيهامات غير الواقعية.. فالتاريخ المعروف طالما وضع الممالك والإمبراطوريات أمام حقائق موضوعية سارت في دروب الحياة بوصفها جبراً لامرد له، لهذا السبب ينصح المسكونون بهاجس التاريخ وفجائعية نواقيسهم بالاستجابة الاختيارية لما يأتي به من حقائق تخل بالقديم وتسحقه ليحل محله الجديد . لا يخل التاريخ بالماضي بصورة متناغمة مع آمال وأحلام الواهمين، بل بطريقة كوموتراجيدية تسخر من الجميع وتحاصر الغلاة المقيمين في عبادة القوة والمال، وتلقن الجبابرة درساً قاسياً في معنى الحياة ، ذلك أن المتجاوزين لنواميس الكون والطبيعة .. المتأبين على القضاء والقدر، هم أول من يدفع الثمن الباهظ، لأن حساباتهم قامت على مقاساتهم الضيقة ، رافضة قياسات التاريخ الواسعة . ذلك متحدث في زمن الربيع العربي الذي انبرى بين عشية وضحاها في زمن التاريخ القاسي ، والذي بقدر قسوته على الأنظمة المنهارة والمنغلقة في خواتم الوهم الكبير .. بنفس القدر يستشعر من تمنى التغيير الفوري الكامل والشامل بخيبة أمل مقرونة بحساباتنا البيولوجية الضيقة ، فيما الحقيقة المؤكدة ترينا أن التغيير سيذهب إلى مصائره المحتومة .. لا محالة .. سيمضي التغيير قدماً لا محالة لا محالة. 


في الأحد 01 يونيو-حزيران 2014 08:56:05 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1315