|
أزعم أن ذات الغرف السرية العالمية هي التي تقف وراء الإرهاب المنسوخ برداء ديني سواء تمنْطق رداء الإسلام الأصولي أو المسيحية المُتصهينة، أو النزعات العرقية التي تستدعي الفاشية والنازية، وما يجاورهما من تعصبات مقرونة بالمركزيات الإثنية المزيفة.
الإسلامي الأصولي خطاب أجوف في ظاهره، وسلوك أرعن في تداعياته التراجيدية على الأرض، وما يجري اليوم في اليمن وليبيا دليل قاطع مانع على وحدة الجنون الكبير الذي يتغلَّف باسم الدين الحنيف، فيما هو عميق الغور في التقاطع الموضوعي مع النزعة الكولونيالية الجديدة الوارثة لأسوأ تقاليد الرأسمالية التاريخية المتوحشة، مع قدر كبير من خطاب التعصب الديني، والشاهد أن أصولية القاعديين الإسلاميين عابرة للقارات .. حاضرة في كامل المشهد العربي، باعتبار أن الاسفنجة العربية المنخورة تمثل بيئة مُحفزة للقفز على السلطات والأنظمة، وصولاً إلى تعميم نموذج طالبان الأفغانية، والمجاهدين الشباب الصوماليين، ومن على شاكلتهم من تنظيمات وخلايا مفخخة بالنار والبارود والقتل المجاني للعرب والمسلمين.
الروافد المتعددة للإرهاب الدولي يؤشر إلى حقيقة موضوعية تتعلق بتعدد الوجوه الإرهابية، بمقابل وحدتها الموضوعية المقرونة بالتعصب.. ذلك التعصب الذي يصل إلى حد استخدام العنف، وذروته الاعتداءات التي تصل إلى حد استمراء القتل، ورفض المصالحة وزج آلاف الشباب الحائر في محرقة الموت العدمي.
الإرهابيون لا دين لهم ولا ملة.. لا يؤمنون بالعقد الإجتماعي العاقل للأمة، وبالمقابل لا يعتقدون بجدوى الشرعة الإنسانية الدولية .. لا يحترمون الدولة القطرية، ولا يرون أفقاً مفتوحاً لوحدة الأمة وتكاملها. يقولون بالخلافة التي تمتد من اندونيسيا إلى المغرب، ومن حوض البحر الأبيض المتوسط إلى العمق الافريقي، ولكن دون أي منطق عقلي أو شكلي تبرر هذه الدعوة في حاضر أيامنا.
Omaraziz105@gmail.com
في الأربعاء 04 يونيو-حزيران 2014 09:27:28 ص