قوى متباينة وخطأ مشترك !!
كاتب/عباس غالب
كاتب/عباس غالب

من المؤسف أن نرى بعض مشاهد التحول في بنية التفكير السياسي لدى بعض القوى على الساحة الوطنية يأخذ بعداً خطيراً على التجربة و تماسك المجتمع وفقاً لما تمليه نظرات تلك القوى للمتغيرات على أرض الواقع، قد يكون بعضها إيجابياً في التعاطي مع الشأن الداخلي و برؤيـة وطنية تفصل بين العام والخاص، بينما تكون الأخرى محصورة عنـد مصالح هذه الأحزاب والأفراد الذين يديرون دفتها، حيث تتقدم حساباتهم الخاصة على ما عداها من مصالح الوطن العليا. 
ومن المحزن أن بعض تلك القوى قد كشفت في الآونة الأخيرة عن أقنعة الزيف التي ترتديها، إذ وجدناها في خنادق التنصل عن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، مع أن مداد حبرها لم يجف بعد(!) و وجدنا بعضها الآخر يقاوم حركة التغيير الإيجابي في المجتمع بكل ما يمتلك من سلطة وقوة و تأثير.. نراهم تارة يتدثرون بعباءة المصلح، بينما أياديهم ملطخة بإذكاء نار الاقتتال والفتنة.. نرى بعضهم الآخر يتحدث عن مسارات التسوية السلمية بينما تكشف ممارساتهم العملية عن نهج تدميري منظم لنسف هذه التسوية من أساسها وشق عصا التلاحم الوطني من جـذوره .. وهـو ما يستدعي –بالضرورة- أن تعي هذه القوى مخاطر العزف على أوتار الهدم والتخريب أو ترانيم الالتواء على مخرجات الحوار الوطني !. 
أما تلك القوى الإرهابية التي جاهرت بعدائها لمصالح الوطن واتخذت القوة سبيلاً لفرض قناعتها ومحاولات فرضها بقوة السلاح فقد علمها أبناء القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية درساً بليغاً في أن اليمن لا يمكن أن يكون مرتعاً خصباً لتفكيرهم الظلامي وجرائمهم الشنعاء التي ترتكب في حق الوطن والمواطـن. 
ولا شـك أن هـذ الحالـة تنسحـب –كذلك- على تلك القوى التي تحاول بسط يدها على مقدرات واستبدال دور الدولة بقوة ميليشياتها ونزوعها المذهبي في التسلط والاستحواذ.. وهـو ما يتطلب دوماً تذكيرها بمغبة رهاناتها الخاسرة على هذا الخيار باعتباره أمرا فاشلاً ، سواء اليوم أو غداً ذلك أن اليمن على امتداد تاريخه الحضاري بلد للتعايش والإخاء والتوسط والاعتدال والمساواة التي تظللهم جميعاً دون استثناء أو محاباة .. عسى أن نكون قد ذكرنا تلك القوى -التي تبدو متباينة في كل شيء عدا خطئها المشترك في معاداة الوطن- بأن رهاناتها تلك خاسرة في كل الأحوال والأحيان!!. 


في الأربعاء 04 يونيو-حزيران 2014 09:29:42 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1329