نظرية المؤامرة
دكتور/د.عمر عبد العزيز
دكتور/د.عمر عبد العزيز
يكثُر الحديث في الأدبيات السياسية العربية عن المؤامرات التي تُحاك من قبل قوى خارجية لتطويق أوضاعنا الداخلية والتسبب بانهيارها، حتى إن حديث المؤامرة تحوّل إلى قلعة مفاهيمية ذهنية يكرّرها الكثيرون لدرجة تفقدها معناها ومغزاها. 
 والحقيقة هي أن العالم الذي تعافى من هذه المفاهيم الذهنية المتصلّبة لا يتحدث عن المؤامرة إلا بوصفها صفة تطلق على حوادث تاريخية انتهت وبقيت دروسها الأزلية في خدمة من يريد البحث عن الحقيقة. 
 تنافسية اليوم ومؤامراتها لا تختلف في وجه من وجوه حضورها عن فن إدارة المصالح في الملعب السياسي الدولي الذي بقدر سعته الجغرافية إلا أنه يضيق ليضع الجميع في أتون معركة واحدة تعدّدت رؤوس حرابها، وتوحّدت أهداف صانعيها التي تتلخّص في الحرص على المنعة والقوة. 
اليوم نلاحظ تعدُّد الأجندات الإقليمية والدولية التي تلتبس بأحوالنا، لكنها ليست في عُرف من صاغوها مؤامرات تُحاك ضدنا، بل ضرورة موضوعية ترتبط بمصالحهم وصراعاتهم متعددة الأوجه؛ لهذا من الطبيعي أن يجد الآخرون موطئ قدم لهم في بلداننا طالما كنّا الجدار القصير الذي يسهل تسلقه، ومن البدهي أيضاً وضمناً أن يدير هؤلاء صراعاتهم البينية في أروقة وساحات أوطاننا المنهوبة بقوة التجريف العدمي للمجرمين واللصوص والاستجدائيين الصغار والكبار. 
يحق للمتآمرين ما يفعلونه استناداً إلى كامل المقدّمات التي نوفرها لهم على سجّاد من غباء يعيد إنتاج غبائه. 
Omaraziz105@gmail.com 


في الإثنين 09 يونيو-حزيران 2014 09:21:35 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1348