|
في احتفال مهيب تم تنصيب الرئيس المصري الجديد عبدالفتاح السيسي ليتم إعلان بداية جديدة في مصر، حضر الاحتفال أكثر من مائة ممثل لدول ومنظمات دولية وإقليمية، وأرسلت الدول وفوداً رفيعة المستوى للحضور بما فيها القادة أنفسهم.
وبالطبع كان أمير الكويت وولي العهد السعودي ونائب القائد الأعلى الإماراتي على رأس القائمة.. القارة الإفريقية كانت مبتهجة بشكل خاص بهذا التطور السياسي في مصر حتى أن 4 رؤساء دول إفريقية حضروا بأنفسهم هذا الاحتفال. وحتى إيران وروسيا ارسلتا مبعوثين خاصين لرئيسيهما.
ولكن ماذا عن اليمن؟.. نظراً للعلاقة العريقة بين اليمن ومصر وارتباط مصيرنا بالمانحين الكبار توقعت أنه من المنطقي أن تتعامل الحكومة اليمنية بمنطق، جراء الأحداث في مصر، بغض النظر عن خلفية وصول السيسي إلى الحكم اليوم، يبقى أن وجوده على كرسي السلطة أمراً واقعا بل ومباركاً عالمياً.
تتلاحق ردود الأفعال تجاه تحول السلطة السريع من يد الإخوان المسلمين في مصر لصالح السيسي، فقد دعا الملك السعودي إلى تكوين مجموعة أصدقاء مصر على غرار أصدقاء اليمن وأن يتم إنشاء صندوق بخمسين مليار دولار من أجل مصر. بصراحة الثمانية مليارات التي خصصت لليمن من خلال مجموعة أصدقاء اليمن تظهر ضئيلة جداً أمام هذا الرقم، بل إن صندوق النقد الدولي تحدث عن قروض ميسرة بـ4.8 مليار دولار والبنك الدولي يتحدث عن نصف مليار، حتى الإمارات بدأت العمل على المرحلة الأولى بتكلفة تفوق 51 مليون دولار لمشروع إقامة صوامع قمح في مصر.
بل إن الحكومة المصرية يوم تنصيب السيسي أعلنت زيادة 10 % في معاشات الموظفين الحكوميين، ابتداء من الشهر القادم يوليو 2014، هذا الإعلان لم يكن ليتم لولا أن الحكومة المصرية تعلم أن هناك مبالغ نقدية وسيولة ستتوفر لها من أجل إرضاء الشعب الذي في النهاية لا يريد سوى الحياة الكريمة.
هناك المزيد، فخلال يوم واحد فقط من إعلان السيسي رئيساً لمصر، ارتفعت قيمة الجنيه المصري مقابل الدولار بـ25 قرشاً ومن المتوقع أن يرتفع اكثر خلال الأشهر القادمة.
ما لا تدركه حكومة بلادنا أن العالم بدأ يفقد صبره واهتمامه بنا بسبب التردد وعدم كفاءة العاملين على صناعة اليمن الجديد، وفي نفس الوقت هناك تعاضد إقليمي ودولي من أجل استقرار مصر وتهدئة الأوضاع.
ولذا مهما كان الضغط الذي تواجهه الحكومة لكي لا تتفاعل بشكل أكثر حرارة مع مجرى الأمور في مصر، عليها أن تتذكر مسئوليتها أمام شعبها والاهتمام بمصلحة اليمن على المدى القريب والبعيد وليس بمصلحة هذا الحزب أو ذاك، وأن تحول السلطة من الإخوان المسلمين في مصر سوف يكون له وقع كبير في إطار هذه الحركة على مستوى العالم وبالذات في اليمن.
على الرئيس هادي أن يحرص على تقوية علاقته بالنظام المصري الجديد واستمرار علاقته الجيدة مع السعودية والكويت والإمارات لأنهم هم من ساعدوا اليمن في أحلك الأوقات وهم من يستطيع أن يساعدها في المستقبل إن أرادوا.
للأسف هذه هي الحقيقة وعلينا أن نتعامل معها بواقعية.
yteditor@gmail.com
في الخميس 12 يونيو-حزيران 2014 01:53:19 ص