لم يستوعبوا الدرس..!!
صحافي/عبدالعزيز الهياجم
صحافي/عبدالعزيز الهياجم
كنّا نعتقد أن الأطراف المعنية لدينا قد استوعبت جيداً الدرس الذي حصل في بعض البلدان العربية التي حوّلت ربيع التغيير إلى خريف وانحرفت بمسار ثورة الملايين لينحصر الأمر على ثورة سلطة ومحاصصة وأكثر من ذلك مخطّط إقصاء انتهى إلى الانكشاف سريعاً وكان أنه تجسّدت مقولة: «على الباغي تدور الدوائر». 
استحضر هنا ما قاله الشاعر الكبير الراحل عبدالله البردوني: 
ثـرتمُ وثُـرنا، فلمَّا نلـتـُمُ وطَــراً هــدأتمُ، وسـهرنا نـحن ثـوّارا 
أردتمُ أن تناموا مرتوين كما شئناً نبيت عَطاشى نرضع النارا 
قبل نحو عام تقريباً حدث في مصر زلزال سياسي كبير كان ينبغي أن يشكّل درساً بليغاً ويمنح تيارات إسلامية سياسية معنية ومعروفة وعلى وجه الخصوص هنا في اليمن فرصة المراجعة والتصحيح وتفادي أخطاء كارثية أوقعت آخرين في نهايات كارثية. 
شباب أنقياء في عُمر الزهور قدّموا أرواحهم ودماءهم رخيصة من أجل اليمن ومن أجل حياة أفضل لليمنيين وليس من أجل تقاسم الوطن ومحاصصات الحزبيين وأنانية الإقصائيين الذين ملأت خطاباتهم مسامعنا، ورشقت لعناتهم الاستبداديين والفاسدين والإقصائيين, لكن على أرض الواقع يفاجئوننا بممارسة الإقصاء بشكل فج ويعتمدون معايير الحزبية والطاعة العمياء للكيانات بدل الكفاءة والخبرة, ويمضون قُدماً في ممارسة الفساد. 
هناك مقولة شهيرة للرئيس الأمريكي إبراهام لنكولن مفادها «تستطيع أن تخدع كل الناس بعض الوقت أو بعض الناس كل الوقت؛ ولكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت». 
وبالتالي نقول لمن لم يفهم: لا تستطيع أن تمارس الخداع إلى ما لا نهاية في الوقت الذي تمارس فيه أخطاء كارثية تكشف سوءات خداعك، ليس هناك طرف أو تيار حزبي أحدث بمفرده عملية التغيير ويريد أن يستأثر بمفرده بكل شيء، لم يسقط النظام السابق أو الرئيس السابق لكون معارضيه السابقين هتفوا برحيله؛ ولكن لأن هناك زلزالاً شعبياً غير متحزّب قد وقع, وبركاناً انفجر من داخل أركان نظام وحزب الرئيس السابق, وبلغة الرياضيين وثقافة كرة القدم فإن هؤلاء «هُم من أحدث الفارق». 
بتلك الممارسات الإقصائية الكارثية التي بدأت رائحتها تفوح، وبذلك التهافت على الغنائم والمناصب وفقاً لمؤهلات الثقة الحزبية وليس الكفاءة والنزاهة والمؤهلات والخبرة؛ فأنتم تستفزّون كل الناس كل الوقت، وتضربون عرض الحائط بالقيم الأخلاقية والدينية التي وقفت على الدوام مع الفضيلة وليس مع أدعياء الفضيلة. 
 كما أنكم تجعلون الكثيرين يندمون على تلك الأوقات التي اعتقدوا فيها صَدقَكم ووطنيتكم, في حين أنكم بأفعالكم تسخرون منهم وتتصرّفون معهم على أنهم كانوا سُذّجاً لأنهم اختاروا الوطن على أحزابهم, ومن أجل الوطن وقفوا ضد أحزابهم؛ في حين أنكم من أجل الحزب تقفون ضد الوطن وكأن لسان حالكم يخاطبنا ساخراً بالقول: «يستأهل البرد من ضيّع دفاه». 
أعرف أنكم تضيقون ذَرَعاً بالنقد أكثر من سابقيكم؛ ولكن ينبغي أن تدركوا أنه لم يعد بمقدوركم ارتكاب الأخطاء والاستمرار في تحميلها شماعة غيركم, فذلك قد يحدث لبعض الوقت، وقد ينطلي على بعض الناس..!!. 
alhayagim@gmail.com 

في الجمعة 20 يونيو-حزيران 2014 09:09:33 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1394