سنوات الظلام
كاتب/يونس هزاع حسان
كاتب/يونس هزاع حسان
 حسناً فعل التجمع اليمني للإصلاح أن اختار شخصاً في مستوى المهندس عبدالله محسن الأكوع نائباً لرئيس الوزراء، وزيراً للكهرباء، فهو شخص معروف بأخلاقه العالية وعلاقاته الواسعة وكفاءته، ومعروف عنه أيضاً أنه ليس متشدّداً للتيار السياسي للإخوان المسلمين؛ كل من يلتقيه يجده يقترب كثيراً من الوسطية والاعتدال في مواقفه واتجاهاته؛ غير أن ما قاله حول أن انقطاع الكهرباء ناتج عن إرث تاريخي لم يكن دقيقاً، وربما هو جزء من تعامله بأخلاق مع سلفه الوزير الدكتور صالح سميع ومجرد جبر خاطر، وتحيّة وداع. 
سنوات الظلام التي عاشها الشعب اليمني منذ العام الـ2011 أياً كان المتسبّب سواء قوى سياسية أم قوى قبلية؛ فهو في الأخير فعل إجرامي بشع بمعنى الكلمة، ولابد من محاسبة المتسبّبين فيه ولو بعد حين. 
نتمنّى وبتفاؤل أن يكون وجود المهندس عبدالله الأكوع بداية حقيقية للنور الذي بدأ بالفعل؛ لكننا لانزال قلقين من ظلام الماضي، نتمنّى ألا يعود مجدّداً مسلسل خروج المحطة الغازية الذي صار شبه يومي وبشكل متكرّر، وأن يكون هناك تنسيق محكم بين الوزارات المعنية بالأمن, والوزارة المعنية بالكهرباء في تتبُّع العناصر التي تواصل أعمالها التخريبية لأبراج الكهرباء، والتي باتت معروفة وليست مجهولة، وبوسع وزارتي الداخلية والدفاع إرسال قوة معتبرة لإخراج تلك العناصر من جحورها التي تختفي فيها وتقديمهم إلى المحاكمة العلنية أمام الشعب في احتفالية تسدل الستار فيها تماماً على سنوات الظلام، وأن تنتقل بعدها وزارة ومؤسسة الكهرباء إلى زيادة الطاقة الإنتاجية الكهربائية بحيث تشمل جميع محافظات ومديريات الجمهورية دون استثناء، مع الاهتمام الخاص بتلك المناطق التي تمر أبراج الكهرباء عبرها في محافظة مأرب والمحافظات الأخرى. 
لقد صبر الشعب اليمني كثيراً وعانى، ولم يعد لديه طاقة إضافية للصبر على الظلام والتخريب الذي يُمارس يومياً، ذلك التخريب الذي شمل العقول والقيم والضمائر، التخريب الذي اغتال الكثير من الأبرياء من خيرة أبناء شعبنا اليمني الحر البطل. 
Unis2s@rocketmail.com 


في الأحد 22 يونيو-حزيران 2014 09:09:43 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1402