أهكذا يُستقبل رمضان؟
كاتب/عبدالواحد أحمد صالح
كاتب/عبدالواحد أحمد صالح
رمضان شهر الخير.. والمحبة والتسامح وإشاعة الاستقرار بين الناس.. رمضان زمان ليس كرمضان الآن، لا بالزمان ولا المكان وإنما بتغير سلوك بعض التجّار إن لم يكونوا كلهم. 
في رمضان هذا الزمان يفاجئنا بعض التجّار بالرفع الجنوني للأسعار مما يثير حالات من القلق وعدم الاستقرار الاقتصادي.. ومع مقدم شهر رمضان هذا العام تُصدم فرحة الناس بمقدم الشهر الفضيل والمبارك بقيام البعض بهذا الرفع الفاضح للأسعار.. مشتقات الألبان ارتفعت بأكثر من 30%. 
البعض أوعز ذلك إلى الزيادة المعلنة في أسعار الديزل والبعض الآخر من المستهلكين يوعز ذلك إلى تعمد التجّار.. بعضهم أوكلّهم لرفع الأسعار مع قدوم كل رمضان لمواجهة ما يعتمدونه من مصارف الزكاة.. وهي زيادة يكتوي بنارها ويئن من سياطها الفقراء والمساكين وذوو الحاجة. 
يا هؤلاء أين تقوى الله في مهنتكم؟.. وأين أمانة الربح في تجارتكم؟ المواطن اليوم يئن من تبعات الحياة القاسية.. فلماذا تتعمّدون إضافة قساوتكم عليهم ألا تدركون أن مآل ما تجنونه من تفخيم لأرباحكم من ظهر المواطن سيكون وبالاً عليكم؟ وأين أنتم من التاجر السموح الذي ضُرب به المثل في صدر الإسلام، بالله عليكم لماذا تستغلون قضية تحرير التجارة وغياب رقابة الأجهزة المعنية بعد غياب رقابة ضمائركم فتتعاطون مع الناس بهذا الغل والظلم ضد المواطن الذي ليس له سوى دخله المحدود؟. 
لماذا يا هؤلاء لا تبحثوا عن بدائل لزكاتكم ونهمكم على الربح بطرق أقل ضرراً على الناس؟.. أما هكذا يجب أن يُستقبل شهر رمضان الذي يوصف بشهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار.. إن زكاتكم التي تمثّل الفتات مما تجنوه من أرباح لن تشفع لكم يوم الحساب أمام الله عن الأموال التي جنيتموها على الفقراء.. «يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم».. لا تلقوا بأسباب مظالمكم للناس على غيركم فاتقوا الله أفضل وأخير لكم من لهثكم وراء ملذات الحياة.. وراء نهم التسابق على القصور.. والأرصدة.. والبذخ في عيشكم الذي قد يكون على حساب زيادة مساحة وعدد الفقراء والمساكين.. فإذا كان أساس أو قاعدة الحكمة أو الحكم مخافة الله سبحانه وتعالى فأفتونا ما هي قاعدة أو أساس الجشع والهلع الذي نشاهده ونلمسه في مهنة التجارة؟. 
يا هؤلاء ليست التجارة شطارة في الربح فقط.. التجارة سلوك أخلاقي وأمانة يتحملها المشتغلون في التجارة وليس العكس.. ياهؤلاء كفى، كفى استغلالاً لعدم قدرة الناس في البحث عن بدائل.. كفى ظلماً لعجز الناس عن مقارعة ظلمكم.. فو الله إن ما تجنونه من حلال سيبارك الله لكم فيه وما جنيتموه أو ستجنوه على حساب أقوات الناس وغياب عدالة ظلمكم سيكون وبالاً عليكم وعلى غيركم.. وثقوا أن مصارفكم مع مقدم رمضان تحت مسمى الزكاة والتي يحظى غير مستحقيها بالقسم أو الجزء الأكبر منها ستكون شاهدة عليكم أمام الله بفقدانكم لعدالة تصريفها في مصارفها السليمة. 
نعود لنقول: من الظلم أن نستقبل كل رمضان جديد بجرعة سعرية ما أنزل الله بها من سلطان.. سوى سلطانكم الجائر ونعني هنا كل من يرى في مقدم رمضان غايته ومبتغاه لتوسيع دائرة ربحه وجاهه وسلطانه.. وفي الأول والأخير نقول لمثل أولئك: حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم.. ولا حول ولا قوة إلا بالله، فحد الكفاف تعيشه الآن الأسر.. والفقر يحاصر الآلاف الأخرى والغلاء غول داهم على الجميع. 
والله نسأله التوفيق والرشاد ورمضان كريم.. وشُكا ومعاناة المحتاجين إلى الله أولاً وأخيراً فهو الرحمن الرحيم. 
والله من وراء القصد.


في الخميس 26 يونيو-حزيران 2014 07:04:43 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1419