حرب المياه
صحافي/احمد غراب
صحافي/احمد غراب
 بعد منتصف الليل اشتعلت حرب المياه في منزلي الصغير بين ولدي وأخيه الصغير حيث نهض المبروك في منتصف الليل كالعادة وهو عطشان يبحث عن دبة الماء، وما إن وقعت يده عليها حتى شفطها شفطة واحدة أحمد غراب - 
بعد منتصف الليل اشتعلت حرب المياه في منزلي الصغير بين ولدي وأخيه الصغير حيث نهض المبروك في منتصف الليل كالعادة وهو عطشان يبحث عن دبة الماء، وما إن وقعت يده عليها حتى شفطها شفطة واحدة فقام أخوه من بعده فوجدها فارغة، فتصرف تصرفاً عسكرياً وذهب إلى الحمام وفتح الحنفية ووضع فمه عليها فلم تنزل قطرة ماء واحدة وعلى الفور أطلق "زعقة" طويلة كفيلة بإيقاظ مقبرة من الموتى "مااااء".
استيقظت فزعا واحترت من أين أجيب له ماء في تلك الساعة المتأخرة من الليل فأخذت أعظه : "يا ولدي كن صبورا مثل سفينة الصحراء".
هتف ثائرا: "ما أناش جمل".
طلب مني أن أسهر معه حتى الصباح لكي ينسى العطش ثم اشترط عليَّ أغني له..
ـ تنحنحت ثم غنيت: "مطر مطر والضبا بينه ...
ـ مااااء.
ـ بلاش المطر اغني لك أغنية ثانية: والله لوما إخوتي سبعة.. لا حط واسقيك من عيني.
ـ مااااء..أشتي ـ أغنية لنانسي أو نجوى كرم.
ـ حافظ أغنية لنجوى كرم بتقول فيها: عطشانة اسقيني.
ـ ماااء... صوتك عاطش يا اباه.. أحسن لك بلاش تغني احكي لي حكاية.
ـ في أحد أحياء عدن خرج أحد المواطنين للبحث عن ماء وفي الطريق زبط مغرف طلع له مارد حكومي.. قال له: "شبيك لبيك، اطلب أيش ما بدك" ... قال له: "أشتي ماء"، غنى له: "شايف البحر شو كبييير".
ـ حكاياتك تجيب العطش.. أحسن جيب لي لغز.
ـ ليش بعض المسؤولين وهو يتكلم يتتأتأ مثل موتور الحراثة؟
ــ لأنه عطش وهو جاهل.
في اليوم التالي كنا نشاهد فيلم عن رجل ضاع في صحراء وبلغ به العطش منتهاه.. يبحث عن أي شيء يشربه (في تلك اللحظة رن جرس الباب..) من الطارق؟.. فاتورة الماء!! قبل أن أتفحصها سمعت دوي انفجار، والظاهر أن ولدي الذي جرب العطش تأثر بالفيلم الذي شاهده فأخذ كوباً من الماء وسكبه على التلفزيون لإغاثة البطل الملهوف !!
قصر الكلام اليمن كلها مهددة بالعطش، والسياسات المائية الحكومية "كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا"..
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي. 
اللهم ارحم أبي وأسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين.


في الإثنين 30 يونيو-حزيران 2014 11:37:02 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1437