|
لن يقع هذا الجيل فريسة للكذب الأيديولوجي، فهذا الجيل هو المتحدث الرسمي باسم المستقبل، يميل إلى استيعاب المتغيرات، كما يصر على المحبة والمواطنة والمدنية والشراكة والحق والعقل.
لذلك أتوقع أن ينخرط جيل الثورة في الشأن العام بقوة، كما أتوقع نشوء أحزاب ثقافية واجتماعية مفاجئة في اليمن، إضافة إلى تكتلات مدنية شابة حقوقياً وتنموياً، تتقاطع بالتأكيد مع مشاريع الكهول المرسخين الراكدين إبداعياً في هذا الجانب.
الثابت أن لهذا الجيل دلالاته النفسية والأخلاقية التي مكنته من الإحساس السليم بعدم رعاية الاستبداد أو الارتهان لكل المكرورات التي بلا قيمة، مقابل الاحتفاء اللائق بالتغيير ومتطلباته.
والمقصد أن موازين القوى في المجتمع اليمني لابد أن تتغير لصالح الشباب عموماً؛ بصفتهم الطاقة القوية والفاعلة، فيما المهم أن يتجاوز جيل الثورة عوائق التناقضات القليلة التي بينهم فكرياً وسياسياً، وليتصرفوا وفقاً للمعتقد الوطني فقط، مخلصين للشفافية وللشجاعة في جميع ممارساتهم العامرة بإرادة التقدم والتنوير.
كذلك هذا الجيل المحمل بالبشارات مرتبط بالامتياز الثوري المجلجل؛ إذ على الرغم من كل المثبطات والنقائص والتشوهات بالطبع يبقى باستطاعته جيداً اقتحام معركة إثبات وجوده بجمالية حلمية، هي من محاسن الحرية التي صنعت حدث الثورة الفارق في حياتنا المعاصرة، حتى صارت الحرية - بسبب الشباب وحدهم - من أكثر تمظهرات هذه الثورة انتشاراً.
ويبدو معروفاً بالتأكيد أنه الجيل الذي كان منبوذاً، وقد صار أكثر وثوقاً واحتراماً لوعيه، الجيل غير المصاب بلوثة التماثل التي أعاقت عديد أجيال عن تجاوز الراسخ المعرفي، الجيل الذي يبدو متطابقا تماماً مع هدف اليمن الجديد.
fathi_nasr@hotmail.com
في الأحد 06 يوليو-تموز 2014 11:49:54 ص