|
لن تنجو اليمن ما لم نضعها كوطن قبل المنطقة وقبل القبيلة وقبل المذهب.. وأما التحيزات الطائفية فإنها لعنة المجتمعات والدول ..إنها سذاجة مشاريع بائدة ملفعة بالمكر تخاصم بمحض تخلفها وحمقها نباهة الحاضر وفطنة المستقبل للأسف، لذلك مع كل تأجيج طائفي ضيق، نزداد انغراساً في الحضيض، ثم من السذاجة إصرار الطائفيين على طائفيتهم، صدامهم المترصد مع المجتمع.. والطائفية نظام اجتماعي مهووس بالاستعلاء الطبقي، تفرز طبقة موبوءة في المجتمع ذات سياق تربوي مأزوم.. بينما ترى في قيمتي الحرية والكرامة تحدياً لها.. إنها أخطر ما يمكن أن يصل له مجتمع ، وهي تفيض بالسموم، كما أنها تكبل طاقات المواطنة والتمدن ما يجعلنا نشدد على أنها تتطلب من كل الجميع تحمل مسؤولياتهم حتى لا تتطور إلى الأسوأ. ولكم صار الوضع اليمني شبيهاً بحالات عربية فاجعة وميؤوسة طائفياً.. فقط لنناضل من أجل المواطنة المتساوية حتى نشفى من مآسي الجرح التاريخي المفتوح الذي يهزأ منا جميعاً.. المواطنة المتساوية كعلاج حقيقي للمجتمعات الواعية بعبثية قيحها المعيق للتقدم..!
هذه البلاد ليست لي ..
هذه البلاد لعبيد السيد
وعبيد الشيخ
وعبيد العبيد فقط
هذه البلاد ستكون لي حين تصون اليمنيين جميعاً بلا استثناء في الحقوق والواجبات.. هذه البلاد ستكون لي ولجميع التائقين للانعتاق من مراكز النفوذ والهيمنة التقليدية حين تنبثق دولة المواطنة ، دولة القانون والمؤسسات والعدالة والحداثة والفكر الوطني الخلاق والحر.
خلاصة الخلاصة :أكثر من 33 عاماً ضيّع فيها صالح أكثر من فرصة لإعادة ترميم الهوية الوطنية، جاء صغيراً ورحل أصغر مما كان عليه .. خدع الجميع، وفي الحقيقة لم يكن بحجم اليمن على الإطلاق.
fathi_nasr@hotmail.com
في الثلاثاء 08 يوليو-تموز 2014 04:05:08 م