من سعد الى الظفيري..!
إستاذ/عبدالجبار سعد
إستاذ/عبدالجبار سعد
الأخ الأستاذ علي الظفيري المحترم

تحية طيبة

وبعد ..

فقد اطلعت على مقالتك التي كتبتها إلى الرئيس صالح حول اليمن .. وأعتقد أنك

تعلم علم اليقين أننا لسنا الأوائل الذين نواجه مشاريع التقسيم الصهيو صليبي صفوي .. فقد سبقنا العراق وفلسطين ولبنان والسودان والصومال وافغانستان.. وفي الطريق مصر والسعودية .. ولا نظن مثلك غافلا عن ذلك . لا نعتقد أننا في دولة الخلافة الراشدة ولا أنتم .. ولكننا نجزم أنكم في دول الخليج والجزيرة لا تواجهون مثلنا في اليمن والعراق اي مشاريع تقسيم إضافية .. كما لا يوجد من يريد الانتقام منكم حتى لمجرد موقف كلامي من حرب الخليج الأولى والثانية والثالثة التي انتهت بالاحتلال للعراق العظيم وتقتيل وتشريد شعبة وإنها دولته العربية الأصيلة ..

-أستاذي العزيز:

نحن نعاني من العوز والفقر لأن كل مانستخرجة من النفط من مساحة تزيد عن نصف مليون كم مترمربع يساوي أقل من الربع مما يستخرجه بلد مثل قطر ناهيك عن الغاز.. مع أن سكانه لا يبلغون نصف المليون ونحن نزيد عن اثنين وعشرين مليونا.. كما أن هذا القدر من النفط المستخرج لا يصل الى مانسبته 1إلى 40 مماتستخرجه المملكة الشقيقة الكبرى رغم أن تعدادنا السكاني واحد تقريبا ..

وأنت تحدثنا عن النفط الذي سيسيل ذهبا على رؤوس اليمنيين لو لا استئثار حكامه (سبحان الله )..

أستاذي الكريم ..

قرأت قبل شهور بيانا موقعا من أكثر من مائة شخصية مثقفة فيهم مذيعون بارزون من قناة الجزيرة التي نكن لها التقدير .. وقد اتفقت آراء هذه النخبة على مقاومة رغبة الانفصال لدى البعض في اليمن ليس لأنهم مظلومون ومطالبهم مشروعة فهم ليسوا كذلك إلا بمعايير غير عربية وغير اسلامية وإن كنت قد حاولت خطأ أن تؤكد ذلك ولكن لأن هذه النزعات الإنفصالية غريبة عن اليمن وأهلها ودينها وعروبتها..

أنتم في الجزيرة يا سيدي غطيتم الفعاليات المتكررة لبضعة مئات أوقل آلاف أو قل

عشرات الآلاف وأنا أراهن بحياتي أنها لم تبلغ هذا الرقم الأخير ولكنكم كرستم قدراتكم الابداعية الصحافية حتى غطت مساحة الإثنين وعشرين مليونا بهذه المشاهد المكررة .. وجعلتم الاستثناء قاعدة ونفختم في الدمل الوهمي حتى سيلتموها دما من محابركم وليس من واقع الحال ..

نعم يا سيدي نحن فقراء ونعاني .. ولكننا نجاهد بهذه المعاناة ويجب أن تعلم أن قوام دولتنا كلها من المال مالا يزيد عن 6-8 مليار دولا ر بحسب أسعار النفط .. وتخيل أننا من عائدات هذا النفط الزهيدة نقيت مباشرة مايزيد عن سبعة ملايين إنسان هم أسر العاملين في الدولة الذين يزيدون قليلا عن مليون موظف مدني

وعسكري بمتوسط 7 لكل شخص .ويدرس ويتعالج كل أبناء هذا الشعب الكبير .. ونشق الطرقات كل يوم ونبني الجسور .. ونعد المدارس ونطبع الكتب ونبني المستشفيات ونزودها بماهو ضروري .. وأشياء كثيرة نفعلها كمايفعلها أصحاب مئات المليارات من الدولارات

ويبقى لدينا هامش لحماية ارضنا وشعبنا من تآمرات لا تنقطع يشارك فيها إخواننا وأعداؤنا .. ونحن صامدون يا سيدي ..ومثلما لاتنتهي مؤامرات كهذه فلن ينتهي صمودنا وعلى الله فليتوكل المتوكلون ..

- أخي العزيز:

ننصح لكم في الجزيرة أن يكون مراسلوكم محايدين فالذين هم الآن في اليمن كلهم متناسلون من أحزاب المعارضة ونأمل أن لايكونوا من أحزب السلطة أيضا فليكن لكم موظفون يخدمون الحقيقة ويتحرونها وإن شئتم أن نريكم نماذج من تغطياتهم غير المنصفة شرحنالكم مع أنكم لستم بحاجة إليها فأنتم تعلمون كيف يتم التصرف بالأخبار وكيف تعرض الصور المتكررة ..

فلا يجب يا سيدي أن تصب جام غضبك على الرئيس المسكين الذي لا حول له ولا قوة في مواجهة هذا الغيظ الأعلامي وليس له من أموال النفط أو غيرها مايرضي به الاعلام خصوصا مع وجود من يقامر بمليارات الدولارات لكسب المعارك الصغيرة كهذه ..

نحن والله نودكم عربا وأعلاميين ونتمنى أن لا تكرروا ماساة العراق حتى بالسكوت عن المؤامرة ناهيك عن أن تشاركون وتمدون أياديكم لمن يهدم بيته وبيوتنا وصرحه وصروحنا خدمة لأعداء الله يمكنكم يا سيدي أن تأتوا اليمن وتزوروا بأنفسكم وليس بمرافقين من السلطة والمعارضة وتعلموا كم نسبة هؤلاء الذين تروجون لهم وأين هم ومساحة تواجدهم وكم يمثلون ليس من الشعب اليمني ولكن حتى من مديرياتهم لتعرفوا أن الفرقعات الأعلامية .. يمكن أن تصيب الأوطان في مقتل .. ثم بعد السكرة تنهض الفكرة ولات حين ندم ..

هذا هو العراق الضحية الأولى لتكريس أعلامي ظالم لا يريد الكثير أن يعترف حتى الآن به رغم مايشاهد بالعين .. ويبدوأنكم تكررون المأساة بنفس الاخراجات وبنفس الشخوص ..

ولن نستطيع أن نصدكم عما ترومون ولكننا لن نقف معكم بالمطلق بما أنتم فيه..

تقبل تحياتي ..

أخوك:

عبدالله سعد

( سهيل اليماني )


في السبت 20 مارس - آذار 2010 04:12:29 م

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=148