بوادر الخير على مرمى حجر
كاتب/عباس غالب
كاتب/عباس غالب

العبارة أعلاه مأخوذة من الكلمة الضافية التي ألقاها الاخ الدكتور أحمد عبيد بن دغر نـائب رئيس الوزراء وزير الاتصالات وتقنية المعلومات بمناسبـة تـدشــين احتفالية الذكـرى السابعة لتأسيس الحـراك الجـنـوبي الســلمي.. وهي تومئ إلى أهمية الفكاك من أسر رواسب الماضي وأهمية التطلع إلى المستقبل في إطار التلازمية التاريخية للقضية اليمنية.. بل لعـل مضامين هذه الكلمة المسؤولة من رجل خبر معترك هذا التحدي الوطني عن كثب تعد -بحق- قراءة واعية لمسارات ومنعطفات القضية الجنوبية التي استحقت أن تكون مرتكز الحوار ومنطلق التسوية. 
 ولقـد كان الدكتور بن دغر محقاً في التركيز على أهمية المعالجات التي استتبعت تداعيات الأزمة بالحرص المسؤول الذي أبدته القوى الحية في الشارع الجنوبي لتمثل خيارات الحوار والتعاطي إلايجابي مع القضية الجنوبية في إطار القضية اليمنية بصورة عامة. 
*** 
ربمـا كـانت تلك القضايا أيضا محط اهتمام وتوقف عديد الفعاليات الجنوبية في هذه المناسبة وبخاصة تلك المضامين التي احتوتها كلمة عميد الحراك الجنوبي السلمي المناضل ناصـر النـوبة.. التي ركزت على مصفوفة متكاملة من التأكيدات بأنه لا رجعة إلى الوراء فضلا عن ضرورة وأهمية التمسك بثوابت القضية الجنوبية في إطار التسوية التاريخية وتمثُل نتائج الحوار الوطني باعتبارها المخرج الآمن لليمن من مغبة الوقوع -مرة أخرى- أمام رهانات الاحتراب وحالات التمزق والشتات. 
إجمـالاً، يمكن التوقف أمام أهمية انعقاد هـذه الفعالية بالنظر إلى التحولات العميقة في مجرى التغيير الهائل الذي تشهده الساحة الوطنية في هذه اللحظات التاريخية الدقيقة وذلك من خلال تركيز النخب الجنوبية في هذه الفعالية على اعتبـارات ثلاثة هي: 
أولاً: تثمين مواقف قيادة الرئيس عبدربه منصور هادي الوطنية و سياستـه الحكيمة لإخراج اليمن من دائرة الأزمة وانقـاذه من شبح الاحتراب الأهلي الذي كان مسيطراً عليه منذ مطلع عام 2011م .. ومن ثم رسم ملامح خارطة طريق للعبور الآمن للمستقبل الذي ينشده كل اليمنيين دون استثناء أو اقصاء أو تهميش، فضلاً عن تأييد ومباركة النخب الجنوبية لـدور الرئيس هادي الريادي في حشد الدعمين الاقليمي والدولي لمسارات التسوية السياسية والاصلاحات الاقتصادية.
ثانياً: لقد جاءت الكلمات الصادقة للمشاركين في هذه الاحتفالية معبرة عن التمسك بمخـرجات مؤتمر الحوار الوطني الهادفة إعادة بناء الدولة اليمنية على أسس من الشراكة الوطنية الكاملـة وبناء منظومة الحكم الرشيد وفقاً لمعايير العدل والحرية والمساواة. 
ثالثـاً: ربما ارتبط هـذا الاعتبار –كذلك- بالمنحى المدني الذي اتخذه مسـار الحراك السلمي الذي استطاع أن يعطي صورة أنموذجية تحتذى على صعيد توحيد الرؤى الجنوبية تجاه التحديات الماثلة أمام هذه القضية العادلة بامتياز و ضرورة الاصطفاف حول هدف استراتيجي يعيد صياغة مشروع الوحدة على أسس وطنية جـديدة و رفـض كـل دعـوات العـنف أو العودة إلى مربعات التشطير. 
أختتم هذه التناوله بعبارة الدكتور أحمد عبيد بن دغر وهو يستشرف آفاق المستقبل قائلاً : 
_ ولعلي أرى بوادر الخير والألفة والمحبه على بعد مرمى حجر، تبدأ من الجنوب وتفيض شمالاً وتغمرنا شرقاً وغرباً وفي كل ربوع الوطن .           


في الأربعاء 09 يوليو-تموز 2014 01:46:51 م

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1483