|
على مدى الأشهر الماضية، وتحديداً منذ اندلاع الحرب العبثية بين المليشيات المسلّحة والقبلية في محافظة عمران؛ طالب العقلاء من أصحاب الفضيلة العلماء والمفكرين والكتّاب والصحافيين والسياسيين والشخصيات الاجتماعية غير المتعصبين حزبياً ومذهبياً بوقف تلك الحرب واحتواء تداعياتها قبل استفحالها والاحتكام إلى العقل والمنطق.
وعلى النقيض كان هناك ـ للأسف الشديد ـ علماء ومفكرون وكتاب وصحافيون وسياسيون وشخصيات اجتماعية يعملون على إذكاء نار الفتنة وتأجيج الصراع ودق طبول الحرب، فقد ظهر خطاب ديني وسياسي وإعلامي متطرّف وغير مسؤول يحرّض على التعصُّب المذهبي المقيت ويحرّض على القتل ويثير الأحقاد والضغائن والكراهية بين أبناء الشعب اليمني المسلم.
كل طرف يحرّض على الآخر ويلقي عليه تهماً ما أنزل الله بها من سلطان، ووصل الأمر إلى أن كل طرف يطعن في عقيدة الآخر، فالإخوان المسلمون يعتبرون الحوثيين “روافض” والحوثيون المتمردون يعتبرون الإخوان “تكفيريين” وصدق الحق تبارك وتعالى القائل في محكم كتابه الكريم: «كل حزب بما لديهم فرحون».
لقد غاب صوت الحكمة ولغة العقل والمنطق في عمران عندما احتكم الطرفان المتصارعان إلى صوت القوة والمدفع والدبابة ولغة الرشاشات والكلاشنكوف والصواريخ والآر بي جي، فكانت النتيجة مأساوية؛ خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات العامة والخاصة، مئات القتلى والجرحى، آلاف الأسر شرّدت من منازلها وقراها ومناطقها، فلمصلحة من تُزهق الأرواح البريئة التي حرّم الله قتلها إلا بالحق، ولمصلحة من تُسفك الدماء الزكية، ولمصلحة من تدمّر مقدّرات الوطن والشعب ويقوّض الأمن والاستقرار وتروّع النساء والأطفال ويعم الخوف والهلع في صفوف المجتمع، لمصلحة من تؤجج الخلافات والصراعات والنعرات الطائفية والمذهبية، ألا نتعظ مما يحدث في العراق، أين حكماء اليمن وعقلاؤها، أين أصحاب الحل والعقد، لماذا لم نسمع لهم صوتاً تجاه ما يجري، لماذا الجميع منشغلون بموضوع «السلطة» فيما الوطن يتعرّض لخطر كبير..؟!.
في الإثنين 14 يوليو-تموز 2014 08:46:28 م