إعلانات لا تخلو من طرافة..!!
كاتب/عباس غالب
كاتب/عباس غالب
كما عشنا في سابق الأيام والليالي مواقف إنسانية حزينة إثر مشاهدة قطاع كبير من صغار السن وهم يقلّدون بعض مشاهد المسلسلات التلفزيونية المؤثّرة وعلى نحو يعرّض حياتهم إلى الخطر والوفاة في آحايين كثيرة، وكما هو الحال في هذه النماذج، كذلك بالنسبة لقيام عديد الأشخاص الكبار «رجالاً ونساءً» بتقليد ومحاكاة الرسائل الإعلانية القادمة من الموائد الإعلامية والوافدة من كل حدب وصوب ولون وشكل؛ وذلك لإقناع المتلقّي باقتناء سلعة ما أو منتج محدّد، حيث نرى هذه النوعيات من البشر وعلى مختلف المستويات الاجتماعية يتسابقون وراء إغراءات وتأثيرات هذه الإعلانات سواء كانت صادقة أم كاذبة ودون حاجة أساسية إلى اقتناء تلك المنتاجات. 
*** 
من بين آلالاف الإعلانات التي تنهال على رؤوس المتلقّين طيلة أيام وليالي شهر رمضان الكريم، هناك ما يدعو إلى الحيرة والفضول والتأمُّل، وهناك ما يستثير فيك الغرائز والشهوات وبخاصة تلك الإعلانات التي يؤثّر بعضها سلبياً على الترابط الأسري ويزعزع التماسك الاجتماعي ويلقي بظلال سلبية على مستوى التفاوت الطبقي. 
أحد تلك النماذج تقول الأم لابنتها المزوّجة إنها ستتناول مع الإفطار نوعاً من العصائر، فما كان من ابنتها إلا أن طلبت من أمها أخذها معها رغبة في تناول تلك النوعية من العصائر، وعندما سألتها الأم عن زوجها الذي سينتظر على مائدة الإفطـار؛ ردّت الابنة، بما معناه: لا يهمّني زوجي طالما ستُتاح لي فرصة تناول تلك النوعية من العصائر، مردفة: أييييين زوجي..؟!. 
*** 
وفي أنموذج آخر، يستمر الإعلان عن أحد المنتجات الغذائية لسنوات عديدة وبخاصة في الشهر الفضيل وعلى نحو خلّاق ومدهش ومثير، أشبه بالقالب الكوميدي وزوجته تطلب منه شراء أحد تلك المنتجات الغذائية لتستعين به في إعداد إحدى الوجبات الرمضانية الشهيّة، وردّ زوجها بصورة يدّعي عدم فهمها وعلى نحو يتساءل فيه: «هل تريدين شنطة مسامير» عوضاً عن تلك النوعية من القشطة؛ وبحيث أصبح بعض المتلقّين يخطئون عندما يذهبون لشراء هذا المنتج قائلين: اعطنا شنطة مسامير..!!. 
*** 
وفي ثالث النماذج الإعلانية التي استرعت انتباهي خلال هذا الشهر الكريم؛ تلك الحقيقة المحزنة، وإحدى القنوات الإذاعية تصف أحد مراسليها الميدانيين بعديد الصفات، وكنت أتوقّع أن يكون مراسل هذه الإذاعة في أحد مواقع الأحداث المهمّة يغطّي خطباً جللاً أو كارثة إنسانية مفجعة أو يشهد احتراباً مدمّراً أو يروي قصة إنسانية نادرة؛ لكنني فوجئت – مع الأسف الشديد – أن المراسل الإذاعي إيّاه لم يكن متواجداً في تلك المواقع المهمّة وإنما كان متواجداً في قسم الاكسسوارات النسائية داخل بأحد المجمعات الغذائية في العاصمة صنعاء..!!. 
*** 
  حقاً شر البلية ما يضحك..!!. 

في الإثنين 14 يوليو-تموز 2014 08:46:53 م

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1505